قالوها في الأمثال ” اللي يبتعد عن داره يقل مقداره ” ولكن للعراقيين وعلى مايبدو رأي آخر أجبرتهم عليه ظروف بلادهم التعيسة ، قتل ، اختطاف ، ميليشيات إجرامية ،إعتقال ، تعذيب لايخطر على بال ، عملية جراحية – قصدي – سياسية يقودها اناس لايفقهون شيئا من فنونها أحدهم – لايهش ولاينش – انما يتلقى التعليمات من الدولة التي نصبته جاهزة ومسلفنة – ولا دكلي فلان مستقل ونزيه وشريف وليس له علاقة بالأجندات الخارجية يرحم والديك – فلم ولن ينصب أحد في العراق من دون إملاءات خارجية – شرقية أو غربية – .
ولاشك ان المثل الذي اختاره – أولاد الخايبة – ممن تبقى من العراقيين على قيد الحياة هو ” كوم حجار ولا هالجار ” و” ذل الغربة ولا طيران الرقبة ” وبين خازوق وآخر ..راحة .
بالأمس التقيت احد الضحايا الذي حاول الخروج من العراق تاركا خلفه الجمل بما حمل – عمي حقه بعد مايتحمل الأشكال التي تدير العملية السياسية من دون استثناء ومن غير تهميش ولا إقصاء – المهم باع الرجل اثاث بيته – البالة – وآخر ماتبقى من ذهب زوجته – حلقة النيشان – وسلم بيته المستأجر في عراق – اللفط ولا أقول النفط – وسافر الى تركيا لطلب اللجوء الإنساني من مكتب الأمم المتحدة … هناك قالوا له استلام المعاملة بعد شهر ….عاد في الشهر الذي يليه فتسلموا المعاملة وأخذوا منه الجوازات وقالوا له المقابلة سنة 2022 حينذاك سننظر في أمرك هل يسمح لك بالسفر الى احدى الدول الأوربية ام لا لتقشر البطاطا في مزابلها – عفوا في مطابخها ، ولتتسكع في شوارعها ، ولتضيع في أزقتها ، ولتعتاش على معوناتها ، ولتأكل صاغرا من فتاتها مدفوع الثمن سلفا من نفط العراق – ولاخلفت على أحد!!!.
طيب وماذا اصنع من دون جوازات ؟ ، قالوا له في حال سئمت الأنتظار في تركيا وسحبت طلب اللجوء حينذاك سنعيد اليك جوازك العراق ونختم عليه ( ممنوع من دخول تركيا ) طيب وماذا لو لم اسحبه ؟ تبقى هنا تأكل وتشرب وتلبس وتسكن وتتنقل على حسابك الخاص لمدة 8 سنوات علما ان ايجار الشقة خارج المدن الكبيرة 300 دولا شهريا + مصاريف الغاز + الكهرباء + الماء + الأنترنت .
وقبل ان يودعني باكيا قال ( عدد المراجعين على ابواب الأمم – المتشردة – من العراقيين يبلغ 200 عراقي يوميا ) وهكذا ضاع الأيتام على موائد اللئام .
قلت وما أسفي على البلاد ولكن …على عراق حداه غير حادي