23 ديسمبر، 2024 12:47 ص

بكلمة الفصل قضي الأمر

بكلمة الفصل قضي الأمر

بعد ان قسمت المجتمع عبر التاريخ الى ثلاث أقسام تكون في العادة بعيدة عن المصلح، وقسم واحد يكون هو الناصر والمعين اليه، وضعت المرجعية في النجف الأشرف الناخب العراقي أمام مسؤولية حقيقية في المشاركة في الانتخابات من عدمها بعد أيضاح تلك الأقسام للشعب
كان القسم الأول الطبقة السياسية الحاكمة(الفاسد)، التي غالبا ما يكون إرشادات وأهداف المصلح لا تنسجم مع طموحاتها الغير مشروعة والفاسدة، فتكون ندا للمصلحين وخصماً لهم في الغالب
ثم إشارت الى القسم الثاني الذي يشمل الجهال من القوم، والذين ينعقون خلف كل ناعق، وفي ضل وجود وسائل اعلام كثيرة تعمل على تشويه سمعة المصلح.القسم الثالث فهم طبقة الوصوليين والنفعين من الشعب، والتي تكون في الغالب غايتهم لعق قصاع الملوك والمتصدين الفاسدين الذين يغدقون عليهم بالمال والعطايا
في حين صنفت القسم المطيع للمصلح وهم المؤمنين الذين يطيعون المصلح في جميع ما يقول ويكونون اليد الضاربة له، والعين الساهرة على حمايته وحماية مشروعه
بعد هذه التصنيفات الثلاثة دعت العراقيين الى تحمل مسؤولياتهم من خلال قرارهم المشاركة بالانتخابات من عدمها، ملمحة بأن عدم المشاركة تعني احتمالية ابتعادهم من تحقيق طموحهم بالإصلاح، وكذلك محذرة لمن قرر المشاركة ببيع صوته بثمن بخس للفاسدين والمنتفعين،
وضعت جميع أبناء الشعب على المحك بعدما وضعت الضوابط التي تكفل لهم الاختيار الصحيح
ففعلت معهم كما الأب الذي يترك أبنه الصغير يذهب الى المدرسة في الصف الأول الابتدائي، حين يحاول ان يفهمه بأنه أصبح كبير ويستطيع ان يعتمد على نفسه، لكن يضع له تحذيرات ومنبهات ليضمن سلامته، فيقول له، لا تحدث الغرباء، لا تصعد في السيارة مع شخص لا تعرفه، لا تخرج من المدرسة قبل موعد نهاية الدوام، لا تتشاجر وغيرها من التوصيات التي تضمن السلامة
المرجعية قالت أنتم احرار في خياراتكم، وأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، لكن أيها الناخب لا تترك صوتك يذهب هباء من خلال بيعه لمن يدفع ثمن بخس، لا تنتخب من ولائه للخارج، لا تنتخب من تصدى وفشل، لا تنتخب من يستخدم المال العام، ابحث عن المرشح ورئيس قائمته، ثم أدلي بصوتك
وهنا المرجعية لم تشر لقائمة بعينها، او شخص محدد بذاته، وتركت الباب والخيار مفتوح أمام الناخب، وبذلك تكون قد اخلت مسؤوليتها عن خيارنا، وما تأول اليه النتائج القادمة للانتخابات
لذلك من يرغب ببناء البلد بصورة صحيحة، ووفق أسس سليمة عليه ان يضع توصيات وكلام المرجعية نصب عينيه، عندما يرغب بالتصويت ثم يسقطه على جميع القوائم والمرشحين، فأن وجد هناك قائمة ينطبق عليها وصف المرجعية وكلامها، وفق السلبيات التي اعطتها يتركها ويبحث عن غيرها، حتى يجد ضالته ويكون مطمأن من خياره
نعم لقد قالت المرجعية كلمتها(كلمة الفصل) وحملت الشعب العراقي مسؤوليته خياره القادم
والسؤال هنا
هل سوف يكون خيارنا صحيحا هذه المرة؟ نأمل ذلك