8 أبريل، 2024 2:22 ص
Search
Close this search box.

بكالوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان إعلان نتائج البكالوريا للدراسة الإعدادية، مخيباً لآمال كثير من الطلبة، الذين حددوا خيارتهم من الصف الخامس، وباشروا الدراسة من العطلة الصيفية الماضية، إستعداداً للسادس بفروعه العلمية والأدبية، فيما دخل أولياء الأمور في حالة طواريء، لتهيئة مبالغ الدروس الخصوصية، في سباق محموم على حجز مقاعد عند عدد من الأساتذة الذين ارتبطت أسماءهم بالمعدلات العالية، من دون أن يكون لهم الأثر ذاته في مدارسهم الحكومية، فيما إستثمرت النسبة المئوية التي خرجت بها النتائج، من بعض السياسيين، للتسقيط، ومحاولة للعب على الوتر العاطفي، لكسب ود الطلاب، ولاسيما الذين لهم حق الإقتراع في الإنتخابات المقبلة.
لانريد تسييس ما جرى، ولا التباكي على الطالب الذي لم يترك الكتاب المنهجي، أو ” الملزمة” إن صح التعبير، ولا الطعن بطبيعة الأسئلة، خصوصاً أن هناك نسبة نجاح، ومعدلات عالية، كما لانخوض بالأحاديث الدائرة عن تلاعب في الدرجات، وحصول بعض الطلبة ” من الجنسين نقصد”، على درجات عالية في دروس مؤجلة، كذلك ينبغي أن لانقدم صورة وردية لأجواء الإمتحانات، ونتائجها، فنحن نسعى لتشخيص الحالة، وتحديد الخلل.
بداية، لابد أن نشير الى ظاهرة المدرس الخصوصي، الذي أصبح من أساسيات التعليم في العراق، وأفقد أي مضمون لمجانية التعليم، فضلاً على تحوله الى وسيلة تجارية، لاللتعليم وإنما للتلقين، ويصبح الهدف مرتبطاً بالإمتحان النهائي، وليس بطلب العلم، لذا سرعان ما تتلاشى المعلومة لدى الطالب، وينسى حتى ماكتبه في دفتر الإمتحان.
التداخل، مشكلة أخرى، بين المدرسة، والمدرس الخصوصي، والأخطر من ذلك، عندما يراهن المدرس في المدرسة، على مدرس الطالب الخصوصي في تحقيق نسبة النجاح المطلوبة.
الملازم، أو الملخصات، دخلت المنافسة بشكل كبير، لإستهداف الطالب، وإستنزاف أسرته مادياً، الى جانب التشويش الذهني في المعلومة التي يجري تناولها من ملزمة الى أخرى.
الإمتحان نفسه، بحاجة الى تطوير، سواء بنوع الأسئلة، أو بطبيعة الإختبار، فمن غير المعقول أن نعلق قدرة الطالب الإستيعابية، على سباق المرشحات، والإستقراء المسبق لشكل الأسئلة، تبعاً لسياقات السنوات الماضية، إضافة الى الإجراءات الإحترازية، لمنع تسرب الأسئلة، وملاحقة التقنيات الحديثة للغش، في الوقت الذي يمكن أن نطور طريقة الفحص، ونعيد تشكيل المنظومة التعليمية، بعيداً عن الرتابة، والجمود الذهني، سواء في المنهجية، أو الإمتحان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب