18 ديسمبر، 2024 11:19 م

بكائي بعد الراحلين يطول.. سفر نبوءة إرميا

بكائي بعد الراحلين يطول.. سفر نبوءة إرميا

أحيل الجميع الى سفر “نبوءة أرميا” في التوراة؛ ليطلعوا على لغة الاحترام والتبجيل والاكبار، التي يتحدث بها أحبار اليهود، عن نبوخذ نصر، بعد ان تحرروا من الاسر عائدين الى وطنهم القدس.. وفيه عاصمتاهم.. الجنوبية.. السامرة، والشمالية.. أورشليم، معتبرين حكمه تشريفا إلهيا لهم.. هو الذي إستعبدهم سبيا منذ 586 ق. م لاربعمائة عام تلت.

حتما بعد تحررهم عائدين الى ارض الميعاد لقوا من ملوكهم ما لقينا بعد حلم التخلص من صدام حسين، الذي داعب أجفان الشعب العراقي في اليقظة والنوم، فتحول الى كابوس، بعد يوم الاربعاء 9 نيسان 2003.

أكيد لقوا العنت الذي شملتنا به حكومات ما بعد 2003، فسادا وتغذية للفتنة الطائفية وفتح منافذ البلد للارهاب وتبديدا للثروات و… كل ما خلق الله وما لم يخلق من مآسٍ.

من حسنات صدام قمعه شذاذ الآفاق الذين جاؤوا الى العراق يوم اربعاء الرماد 9 نيسان 2003، قادمين لصوصا للاستحواذ على ثرواته وبعد نفادها يبيعون العراق “شلع” ويعودون الى جنسياتهم المكتسبة..

بينما خطأ صدام هو عسكرة الشعب وتجويعه؛ هؤلاء تركوه نهبا للارهاب وبددوا ثرواته وإستحوذوا على أمواله وسجلوا املاك الناس بأسمائهم.. قسرا، بينما صدام إتضح أن لا بيت بإسمه على الاطلاق.

فعلا مَ نشتم النظام السابق وقد إرتكب النظام اللاحق آثاما مضاعفة، فاقت وتعدت و… عبرت الى ذاك الصوب!

سوانا من الشعوب المقهورة في الماضي والحاضر، عادت للوقوف على قدميها، بالتخطيط الحضاري المتقدم، وحسن إستبدال الفاسدين بخيارات حَسَنَةٍ.. وتلك فرصتنا في الدورة الانتخابية المقبلة.

فلنطلع على سفر “نبوءة أرميا” لنعرف لماذا يحن الشعب المتحرر توا الى آسره، ولماذا يجمع ركاب الكيات على أننا “جنا” أفضل، برغم روح العسكرة والتجويع التي مارسها صدام على الشعب؛ لان الذين جاؤوا بعده.. لصوص سيستنفدون الثروات ويبيعون العراق قطعة واحدة لمن يشتري، عائدين الى جنسياتهم “المزدوجة” بعد ان تصبح فردية بغياب العراق!