23 ديسمبر، 2024 12:14 م

بكاء علي …ومحنة السلطة مع السفهاء

بكاء علي …ومحنة السلطة مع السفهاء

ترى لماذا كان الامام علي يبكي في محرابه ؟هل كان يبكي من خشية الله ؟وهو يناجي ربه ليلاً وقول الرسول فيه (ياعلي لا يعرفك الا الله وأنا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت),أم كان يبكي لفقدانه الأحبة ,وهو القائل {اصعب الفراق فراق الاحبة}أم كان يبكي لأن معطيات الاقدار فرضت عليه أموراً لم تكن بالحسبان ؟أم كان يبكي هو يرى رأيه لا يطاع في قوم لا طاعة لهم للحق متمردين عليه كانوا مطيعين للباطل صاغرين له خانعين خاضعين ؟سعيت يا سيدي جاهداً لتنقذهم من واقع مرير مؤلم ,لم يكن همك وشاغلك هو رضاهم بقدر ما كنت تحمل بين اروقة فكرك رسالة صنع إنسان من وسط ركام قبلية مقيتة وحطام انقاض فوضى دمار وحشية المرء عندما يتخلى عن انسانيته ويتحول بذلك لوحش كاسر,أم كان يبكي وهو يرى سفهاء زمانه يتقلبون بقناع في كل يوم كالقردة ليس لهم ثوابت ومنهج يسيرون عليه ,حتى قالت قريش أن ابي طالب رجل شجاع لكن لاعلم له بالحرب ,أنها محنة علي الذي تحدث عن الانسانية والمساواة والديمقراطية قبل 1400 عام ,في أمةٍ تقول له على لسان اشباه رجالها كم شعرةً في رأسي… ,أي محنةٍ وهو في بيئةٍ يسمح لها بممارسة حرية الفكر المعارض للسلطة والنقد للدولة بشرط وفق السياقات التي لا تضر ولا تلحق الأذى بحياة المواطنين الآمنين ,نم قرير العين ابا حسين…لازلت واقفاً ببابك انتظر عودة اليتامى ,سأبلغهم ان علي فكر ومنهج وسلوك ابحثوا عنه بين الاحرار والفرسان ستجدونه قطعاً لا يزال حياً يرزق بما تركه من أرث عملاق,وليس بين انصاف الرجال الذين تركوا الميدان …علي الذي صارع وتمرد على التعتيم والتكتيم رغم كل الاساليب الرخيصة والواطئة التي مورست بحقه وهو يبعد عنهم بفارق زمني بمئات السنين ,بقي علي لأنه كان سلوك وفكر موحد ,لم يتخذ السلطة لغاية في نفسه يحققها ليصل لمبتغاه ويرضي ذاته ,كانت الدولة في رؤاه مسؤولية جسيمة تقع على عاتقه في احقاق الحق وأنصاف المظلومين ,لم نسمع أو نقرأ في جميع الكتب وباختلافها أنه جاء بشخص غير مؤهل واسند اليه مهام عمل ,أو أنه وضع ولديه الامامان المفترضا الطاعة الحسن والحسين على خزانة بيت المسلمين ليقومان بما يحلو لهما من اعطاء الأموال للناس دون حساب وبدافع الاهواء الشخصية ,او جازف بقرار استراتيجي وقادة الامة
لحافة الهلاك والهاوية ,تحامل عليه كل من في نفسه حقداً وغل ٍوعقداً فهو يذكرهم بحجمهم الحقيقي الصغير,كلما قرأوا وفتشوا في كتب الماضي والحاضر لم يجدوا الا بصمات مضيئة تدلُ على قيم عالية بعلو الجبال ,لم يجدوا سوى بصمات مضيئة في كل يوم من ايام حياته التي كانت يعيشها كان هنالك حكمة وعلم وتجربة تفيض من بحره ,ولكن بيت القصيدة كم شخصاً استفاد من هذا البحر المليء بالمنجزات والانجازات التي خلفها علي بتاريخه ؟ أنهم القلة القليلة لأن طريق الحق فيه تحديات وصراعات ,طريق الباطل سهل مخصص للأنتهازيين والمتملقين الذين يمتلكون في أدارج مكاتبهم أقنعة كثيرة وحسب طبيعة الزمان والظرف ,وتلك هي مسؤولية القائد الذي يميز الغث من السمين .