19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

قف أيها الشِتاء, لا تُجرد ألاوراقَ من الاشجارِ, ونَشكرُ جودكِ يا سَماء لا تُثيري المَطر قد جاءت الغِيوم وإرتدت ثَوب الهُطول فلا حَياة بَعد اليوم .
لا نَعتب على بَرد فيه الضَوء أمسى في جَبين النارِ زينةً يُلامس وجوهَ الفقراءِ فَيشرقها من جَديد ويَعود بها الى الحَياه بعد أن أماتَتها ضَربات البَرد . غَيرنا يَشتاقُ الى الشتاء , لرائحهِ المطر, لأكوابٍ ساخنهٍ والنَظر عبر النَوافذ لقَطراتِ المَطر وكأنها دُرر تَنزلُ من غيومٍ كانت حُبلى بالخيرِ والجمالِ, أما نَحن فلا نَشتاقُ لهُ وهُناك مَن يَكرههُ لأسباب أمست في عقلهِ شظايا للنعيمِ وفي قلبهِ أُمنيه تَلاشت مع الدفئ هذا هو حال الفُقراء في الشتاء . بَينما يَمشي النَاس في طَريقِهم يَرون على الجدرانِ نُقوش وخُطوط مُبعثرةً وكَأنها نُقوش سومريه تَركوها الفقراء ليوضحوا ما معناها التي تَتضمن مُقتطفات من أثار إرتجاف البَرد فَقد كان يَمشي حافياً بثيابٍ رَثه يَتلمس الحائطَ ليشعرَ بالدفئ ويَنظر الى الغِيومِ نظرةً كأنها خَنجر في كبدِ السماء فَنزلت دُموعها حرقةً عليه متألمةً غاضبهً لما مرَ به وما يَعيشهُ , كان مَسيرهُ و هَدفهُ اليَوم أن يَدور في الشَوارع ويَجمع لافتاتٍ تركَها البعض مَكتوبُ عَليها سأساعدكم اذا انتَخبتُموني ليدفئ بها إخوتِه من برد الليلِ فليسَ لَديهم بابٍ يُوصَد على منازِلهم ليَقيهم هَبات البردِ التي جاءت حادهً كشَفراتٍ إقتَصت من لَحمَهم وصولاً الى عِظامهم التي رَضها أصحابُ اللافتات بين مُشفقٍ ومُشفق مُتَبختراً بلباس الصوفِ والفرو الذي طالما حمى جلدةُ الناعم .

وفي النهايةِ سألوا الله ان يُبسطَ في الدفئ رحمهً على من لا مأوى لهُ ونسوا سُؤال الناسِ فتَحَجَرت قُلوبَهم , اُصمِتَت اذانهم واُغلِقَت أفواههم