23 ديسمبر، 2024 1:38 م

بقية الصوت … الشابندر و الضياطرة

بقية الصوت … الشابندر و الضياطرة

عاد من بلاد المنفى وفي قلبه غصة وفرحة ، غصة الاحتلال وفرحة سقوط الطاغية ، ذهب يبحث عن ذكرياته واسباب قوته ، تجول في شوارع بغداد ومدينة الثورة ، ناجى ارواح اصدقاء صباه واخوته في الطريق حيث اماكن اللقاء ، استمد من مناجاتهم الاحلام التي كانوا يتشاطرونها ، جالت عينيه في الشوارع عله يجد من كان يحلم مثله بكنس ازبال الطريق وتنظيف البلاد ، صدم وهو يجد اقرانه بين منكفيء وبين مهرول الى حصد المعانم ، سأل اين المباديء فكان الصدى ضحكات مفزعة …..
سقط المقبور لنجد قادة الطريق يطبقون دفتي كتاب الله وبخطاب عبد الملك بن مروان هذا فراق بيني وبينك ، فاحجمنا عنهم بعدما بح الصوت في التذكير والاستنكار ، واصبح ديدننا الحديث مع الاخر نبريء ساحة تاريخنا من هؤلاء المتصيدين بها ، نكتب ونتحدث نستنكر ونشجب وضاع العقد على خالصة ، واستمرت النار ذاتها تحرقنا في دهاليز النفس والضمير ، ولم يتبقى الا الانتظار وذكريات نتقوت عليها في الثبات…
جاء بقية الصوت الشابندر ليسطر لواعجنا على احلامنا التي ذهبت هباءا منثورا ، جاء ممتشقا سيف الكلمة ليعري السقوط وزيف الادعياء ، جاء حاملا خشبة دعبل على ظهره يناجز طلبا للصلب ، جاء يسطر الآمنا ومعاناتنا ونحن نرى تراث الشهداء يرمى بالمزابل الديمقراطية ، جاء يصرخ بقية الله خير لكم ويدعوهم الى الجنة ويأبون الا الدعوة الى النار ، وتستمر الملحمة .
ها نحن نتصفح كل يوم عالم الانترنيت لنسكب الدموع على صدى خسارة الحياة ، وتأتيك الضياطرة ، ومن عذيرنا من هؤلاء الضياطرة ، فمنهم من يسابق الريح لعله يجد مغنما بين الشابندر والشبوط الذي كناه بـحرف ، ناشد الادعياء ومن تصيدوا الدنيا بالدين ليرموا عظمة الى الشابندر لعله يسكت عن الكلام غير المباح ، وصدق الشابندر حينما وصفه وفق قاعدة كل يرى الناس بعين طبيعته ، منهم من يرى نفسه كلبا تسكته العظمة فيظن ان الناس جميعا كلابا تهش الى العظام على مائدة الطغام ، ما للشابندر والدنيا وهو هو تساقطت اوراق التوت عن غرمائه ليزجوا اليه الاعتذار والاعذار ، وكيف لا يفعلون وبقية الصوت هو الضمير الذي غيبوه في دهاليز ظلامهم وظلمهم ، هو نور الحق الذي تتلاشى امامه ظلمات الفذلكات….
ويأتيك الضيطر الثاني ليود ان يشير بعض الملاحظات على ملحمة خسرت حياتي ، لعل بوده هذا ان ينال الحظوة والزلفى لدى خاسري الطريق ، واضحكت يادهر بعد استعبار ، جاء الضيطر الثاني يحذو حذو النعل بالنعل لاسلافه من ابناء ثقافة وعظ السلاطين ، وهانحن نضحك بكاءا ونحن نرى تقافز الضياطرة كالقردة ذودا ودفاعا عن اسيادهم وبيعا لدينهم بدنيا غيرهم .
فاصدح يابقية الصوت لعلك تحيي في نفوسنا جذوة خمدت وهمدت وسلمت امورها الى معترك الحياة دون هش او نش ، اصدح يابقية الصوت لتبرئنا وتاريخنا من هذه الصفحات السوداء ، اصدح يابقية الصوت لتعلي نبؤة ابي جعفر بهؤلاء قطاع طريق الله فلعل دماء الشهداء تسكن فورتها وصرخات الانين تهدأ اهاتها .