23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

بقوة الله وحشده العراق ينتصر

بقوة الله وحشده العراق ينتصر

ما إنطلقت الشرارة في الصحن الحسيني، وأفتت مرجعية النجف بفتوى الجهاد المقدس، حتى رجعت كربلاء من جديد بكل ما جرى فيها، وكأن الناس سمعوا هتاف الحسين (ع) يوم الطف ألا من ناصر ينصرنا ويذب عن حرم الرسول (ص)، خرجوا ملبين النداء، والأسلحة بيمينهم والأكفان حرمهم، إمتلئت الشوارع والساحات بالناس وهم يصرخون صرخات الولاء للإمام صاحب الزمان (ص) معلنين إمتثالهم وطاعتهم لفتوى المرجعية العليا .
بحّت أصواتهم وزنجرة الحناجر بهتافات لبيك يا حسين لبيك يا عراق، خرجوا يطلبون النصر أو الشهادة، بعدما كانوا ينتظرونها منذ قرون، وكأني بها الصيحة الجبرائلية قد أفتتها لهم، بقلوب تملؤها السعادة، ودموع فرح تجري على وجوهم، إنها والله الجنة، يمنون النفس بلقاء الله، فتدفقت جموع المؤمنين إلى المراكز العسكرية ومطاراتها، وحتى إمتلئت وضاقت الأرض بما رحبت، وكأن أصحاب الحسين يخرجون من جديد فألف جون وألف حبيب .
هل هذه حقيقة أم حلم ؟! العالم متافجئ ومصدوم وغير مصدق لما حدث، فما بناه الطواغيت من تهديم النفس العراقية والتي كان يفعلها منذ عقود، إنتهى وتلاشى بنصف نهار، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وهذا كلامه تعالى قد وصفهم قبل 1436 سنة، أين الدنيا منهم تركوها وطلبوا الآخرة .
بعدما تمكن الدواعش الإرهابيون من السيطرة على محافظات عدة، والذين أتوا من كل حدب وصوب ومن جميع أصقاع العالم بدعم من المخابرات العالمية، يتناسب معها طردياً خيانة عسكرية  وسياسية من مسؤولين وضباط  وبرلمانيين، لكن أبى أبناء الحشد المقدس إلا أن يحرروا أرضهم من دنس الدواعش ويطهروها، فأرض العراق مقدسة من شمالها وصولا إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فلم ينزل نبي أو وصي إلا وقد وطئها وصلى فيها .
فتوالت الإنتصارات وحلت بركات السماء، فما أن يدخل حشد الله الأرض إلا وقد حررها، من آمرلي كربلاء الصمود والشموخ بدأت الحكاية، حكاية نصر يرويها لنا الأبطال، ومن ثم الضلوعية السنية إستغاثت بشيعة الجنوب، بعدما خذلتها عقل وعلماء الفتنة والمنصات، وقد سجل الشباب فيها النصر المؤزر، وإلى جرف الصخر والتي برهنت على أن قلوب الحشد كزبر الحديد لا يركعون إلا لله ولا يبكون إلا عند ذكر الحسين (ص)، والجرف نقشت في صخوره رواية النصر ذات سند معتبر ومتواتر نقلها الموالي والناصبي المعادي .
لتبدأ مآذن تكريت بالتكبير والتهليل، بين كل تكبيرة وتهليلة، تزغرد نساء السنة وترقص بين شباب الحشد مرحبة بهم، وجبال حمرين ورّد وديانه عندما وطئتها رجال الحشد، ها هم على أعتاب نصر جديد في الفلوجة، ليهزموا عدو الله ويقتلونهم شر قتله، بوادر نصر قد لاحت في الأفق، فالأنبار ستعلن البيعة والطاعة لحشد الله، ليستكمل مسلسل الإنتصارات حلقاته .
الحشد حشد الله وقائده مهدي آل محمد (ص)، فالمرجعية ما هي إلا قد نقلت فتوى السماء، والإلهام من الناحية المقدسة قد صدر، فطوبى لك يا سيستاني با بشرى الصادق من آل محمد (ص)، وطوبى لكم يا جند الله آنكم حقاً ” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “، لينتصر العراق عراق علي والحسين نصراً عزيزا .