5 نوفمبر، 2024 5:03 م
Search
Close this search box.

بقايا مما حدث (2)‎

الدولة الشريرة / خطابه في 12/اب  امام قادة امنيين وصف امريكا بالتالي ” …وليس دولة عرفت بمواقفها الشريرة السلبية من العراق ” وكذلك خطابه في 13/اب  ” انا لا اريد ان اذكر الدول التي ايدت هذا الخرق والتي كل مصائب العراق منها وكل البلاء الذي اصابنا والدعم للأرهاب منها ” .اذن هي دولة ذات مواقف شريرة فقط عندما ترفض التجديد له وان كان هذا الرفض متفقا ً مع ما ارادته المرجعية ويتجاوب مع مصلحة الشعب. وهي لم تكن دولة ذات مواقف شريرة وتآمرية وتواطئية عندما اسقطت صدام لهم وتسلموا كرسي الحكم منها .
– في خطاب التنحي ذكر ” ووفائا ً لتطلعاته _ يقصد الشعب _ في تقوية مؤسسات الدولة وتكريس حاكمية الدستور ….فقد مارست جميع الوسائل والآليات الدستورية والسلمية “
 وبالحديث عن السلمية فقد كان سلميا ً جدا ً لدرجة انه تنازل عن الحكم لأنه لم يهدد باستخدام خيار القوة الذي استبعده كما قال ولا لأنه فقد كل اوراقه فضاقت به السبل بل لأنه استشهد –وان متأخرا ً بعض الشيء- بكلمة علي بن ابي طالب ع “لأسالمن ما سلمت امور المسلمين “.
-يقول بنفس خطابه ” وسأبقى جنديا ً مقاتلا ً مدافعا ً عن العراق وشعبه ….” خطاب تعبوي تحشيدي اعتدنا سماعه من زعماء الفشل والتخلف اصحاب الانقلابات العسكرية في العالم الثالث كعبد الناصر وعبد الكريم وعبد السلام ,كلمات مشاعر فارغة تعتمد التضليل وتحريض العواطف بالمبالغة وقول الاباطيل من مثاليات ليس لها اي نصيب من واقع بل واقعها الحقيقي اني انطق بكلماتي هذه وانتم لا انا من تذهبون لجبهات القتال وتُقتلون لاني وان كنت جنديا  ًحقا ً ألا انني منسب بصورة دائمة كرئيس وزراء.
-ومن تصريحات رئيس وزرائنا المشهورة ايضا ً  في خطابه يوم 12/ اب  ” كان الدرس بليغا ً بالنسبة لنا ” وقوله السابق “علينا الاستفادة من التجربة ” يقصد انهيار اربعة او خمس فرق من الجيش واحتلال نصف مساحة العراق تقريبا ً وضياع خمسة محافظات وإنقاذ بغداد باللحظات الاخيرة من قبل فتوى المرجعية , فهل سيحق لنا بعدها ان نلوم صدام على ادعائه الانتصار في ام المعارك !! ولكن ممكن ان يكون كلامه صحيح ان الدرس بليغ وانها تجربة لكن بعد ان يقدم للمحاكمة العسكرية ثم يصدر هكذا كلام من رئيس الوزراء الجديد وليس منه عندها فقط يحمل كلامه على الصحة.
– ” بل ولم نكن نحن كعراقيين في خندق ٍ واحد بل مع العالم في خندق ٍ واحد ” و ” معركة العراق ضد الارهاب هي معركة العالم اجمع وبالنيابة عنه ” و ” العراق يمثل الخط الاول في الحرب ضد الارهاب ” كلمات لطالما سمعناها من رئيس الوزراء السابق والاعلام الرسمي والناطقين باسم مؤسساته الامنية وكأنه دور يتباهون به. وهو خطاب اقل ما يقال عنه انه بائس وغير ناضج ويفتقر لأي رؤيا ألا واحدة ان يكون صادر من فاشلين واعين لفشلهم ويحاولون مداراته, لأنه يروج لحرب يخوضها العراق نيابة عن العالم ضد متسكعين –شراذم إرهابيين- فيا للشرف.
لكنه بحقيقته خطاب يريد التغطية على عجز الحكومة تجنب الحرب مع الارهابيين بمعنى قوة الدولة لدرجة انها تنهي الحرب سريعا ً بحسم قوي او بمعنى منعة الدولة وقوتها بحيث يبحث الارهابيين عن بلاد اخرى يعبثون بها ويقتلون شعبها.
وما اشبهه مرة اخرى بخطاب صدام عندما اراد تبرير حربه الفاشلة ضد ايران بأنه يخوضها بالنيابة عن الامة العربية . ولنتصور حربا ً يخوضها انسان ناجح ولديه طموحات بالحياة مع متسكع ايهما الخاسر اولا ً وأخير ا ً انه الناجح لأنه جعل اخر همه بالحياة حرب يخوضها مع متسكع حتى وان فرضت عليه فهو يحاول التهرب منها بأي ثمن.ثم ان حرب النيابة هذه لم يسألوا عن ثمنها بالنسبة لميزانيتنا المترنحة ونمو اقتصادنا والخطط الخمسية والعشرية وجلب الاستثمار ام ان “كل شيء من اجل النصر ” حتى مستقبلنا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات