18 ديسمبر، 2024 5:48 م

لو ان عراقيا ً انتحر وكتب برسالة وداعه انه انهى حياته احتجاجا ً على تولي المالكي للولاية الثالثة لكان محقا ًفلقد كنا على وشك ان تزل قدمنا في الهاوية لكن قيض الله لنا من اوقفنا وسحبنا للخلف فكان بطلا ً كائنا ً من كان ويكفيه ما فعله في ساعته فقد أعاد لنا مستقبلنا, فلنستأنف.
– كان الحصول على الولاية الثالثة مجرد درجة في السُلم تهدف للتمهيد لخطوة لاحقة اخطر وهي الغاء النظام البرلماني واستبداله بنظام رئاسي ينتخب فيه رئيس الجمهورية مباشرة فكان يمني النفس ان يكون هو ذلك الرئيس الموعود ثم بعدها ينهض العراق في عهده كالطائر الاسطوري من تحت الرماد فيستعيد مجده ويكون هو باني نهضته فيصبح حقا ً مكتسبا ً له ان يكون حاكمنا الابدي والمطلق. وهو لم يكن يخفي نواياه هذه فلطالما صرح بعدم جدوى النظام البرلماني وعدم ملائمته للعراق اي [[له]] بين مزدوجين.
– لقد ادار المالكي صراعه مع الاخرين بطريقة عجيبة لا يلجأ اليها من في رأس السلطة عادة فلقد خاضه وكأنه توفيق عكاشة,ولأن التمسنا العذر لعكاشة فلن نستطيعه له.إتباعه لهذا الاسلوب يوضح انه كان يرغب ارسال رسالة للمقابل بعدم رغبته اتخاذ خطوة عملية كما يفترض به كرئيس وزراء بيده خيوط  اللعبة بل كان يطرح نفسه كمساوم من خلال حروبه الاعلامية.
– كان اسلوبه في مواجهة الارهاب معاقبة المدن ينسحب منها ويتركها تتلوى تحت ظلمهم ولسان حاله هذه مشكلتكم وانتم من رحبتم بهم فكلوها.وهو اسلوب لا يصح اتباعه من قبل قائد  مع شعبه خصوصا ً لعدم اتسامه بالعدل فهو يساوي من تواطىء مع البريء وإن كان الله قالها “واتقوا فتنة ً لا تصيبن ّ الذين ظلموا منكم خاصة ” فليس من حقنا ان نقولها كذلك.فالله قوانينه خاصة به ولا يحق لنا اقتباسها, وهو ما فعله مرات عدة وآخرها كان مع الموصل حيث يذكر اثيل النجيفي انه جادل علي قنبر او غيدان قائلا ً لم تنسحبون من الساحل الايسر؟ قال ننسحب منه اليوم لنقوم بمحاصرة الارهابيين وقصفهم غدا ً فأجابه اهكذا تواجهون الارهاب بان تضعون المدن تحت يده فأجابه نعم هذا هو اسلوبنا.
– لمسنا من السياسيين في الانظمة التي تحترم نفسها ان يكونوا مناورين واضحين وغامضين مع سواهم من سياسيي الدول الاخرى يلعبون معهم المكشوف والمخفي لكنهم مع شعبهم يكونون بمنتهى الوضوح والصراحة ولا يوجد محل لبس في كلامهم او مواربة.لكن عندنا يواجه القائد شعبه بالكذب الوضّاح ففي انتخابات البرلمان الاخيرة قال بملىء فمه: البصرة لا يكفيها دولار واحد بل حقها خمس دولارات ثم عاد ونقض فعله قوله حين عارض حصولهم على الخمسة دولار .وقال بلقاء على شاشة العراقية انه لا يوافق على توزيع قطع الاراضي على الناس لأنها تعني ان نكون بحاجة الى عراق بجنبه عراق ثم بجنبه عراق لكنه عاد ووزع سندات الاراضي قبيل الانتخابات.
– في خطبتها الاولى بعد تنحيه لم تكتفي المرجعية بعدم الاشادة بخطوته كما تمنى البعض بل انتقدته بعدة اوجه ومنها ” …كما نؤكد على ضرورة ان يكون العلم العراقي كما نؤكد على ضرورة ان يكون العلم العراقي هو الراية التي يرفعونها في قطعاتهم ووحداتهم وليتجنبوا عن استخدام اية صور او رموز اخرى . ” فهي وبدلا ً من ان تذكر صاحبنا بخير لم يستحقه نراها تذكره بواجبه الذي لم يقم به فتصيح به بعد رحيله لقد نسيت ان تصرح بذلك ايها القائد العام للقوات المسلحة .وقد عَجز عن القيام بذلك لأنه لم يكن يوما ً قائدا ً عاما ً للقوات المسلحة بل قائدا ً عاما ً للمليشيات المسلحة. فهو ان كان حارب جيش المهدي وقصم ظهره فقد ربى تحت كنفه مليشيا العصائب والكتائب وسواها وهو لم يكن يوما ً حريصا ً على خلق دولة ومؤسسات امنية بل خلق شبه دولة بمؤسسات شبه امنية احالت كثيرا ً من سيادتها وصلاحياتها لمؤسسات شبه عسكرية تعمد بناؤها كقرين للحكومة ومؤسساتها.
– لقد دمج الوطن مع شخصه فمن يرضى بقوله وفعله هو مع الوطن ومن يناهضه هو عدو ُ للوطن حتى انه سمى خصومه بدوا عش السياسة وتماشيا ً مع ذلك اطلق كامل زغير عضو اتحاد الكرة على جماعة المعترضين بدوا عش الرياضة.ان التثقيف باتجاه من عاداني فقد عادى الوطن هي اختزال للوطن بالشخص وهي بسم الله  للطاغية , اي طاغية وهي من ابرز سماته وأوضحها.