23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

بقايا أَوراق خريف

بقايا أَوراق خريف

أَجْلِسُ عَلَى حَافَّةِ سَرِيرِي. أَعْبَثُ بمناخيري، أَفْرُكُ أَرْنَبَة أُذْنَيَّ، مُتحسسا المَكَانَ لازِلْنَّ فَي جوانب الرأس. أُمَسِّحُ عَلَى صلعة رَأْسِي، متوهما أَنَّ شَعْراً أُسُودًا سَيَعلق بين اصابعي. اعْدُ أَصَابِعَ يَدَيَّ خَمْسًا، كَمَا تَرَكْتُهُنَّ لَيْلَةَ البَارِحَةِ. أَنْدَمَ عَلِى سَهَرٍ لِسَاعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ، متوهمًا أَنَّ وَاحِدَةً تُرْقِدُ متململةً، هاربة من محاولة فاشلة، او لعبة حب كاذب ، إِنْ تَبْعَث بِرِسَالَةِ حُبٍّ وَاهِمٍ بَيْنَ خَلَايَا مُخٍّ خَرفٍ. أَتَثَاءَبُ مِنْ هُرُوبِ النَّوْمِ مِنْ عُيُونٍ يسِيلُ مِنْ أَجَفْانِها الصديد. أَنْظُرُ إِلَى الوِسَادَةِ الَّتِي توسدها خَدِّي ، وطبع عليها دائرة مصفرة، َاِحْتَضَنْتُهَا بذِرَاعَيَّ. أَسْأَلُ فِي سِرْيّ مَتَى يَرْقُدُ المَجْنُونُ فِي مُخَيِّلَتِي. أَلْعَنُ الحُكُومَةَ وَمِنْ قَطْعِ التَّيَّارِ الكَهْرَبَائِيُّ لِسَاعَاتٍ فِي ذَلِكَ الحَرِّ القائض، أَمْسَحُ العَرَقَ المتصبب بِكُمْ ثَوْبِي. َأَزْفِرُ مِنْ عُمْرٍ يَنْزِفُ أَيَّامًا بِلَا رَحْمَةٍ يَتَّجِهُ إِلَى هَاوِيَتِهِ. أَتَذَكَّرُ حَبَّةَ الدَّوَاءِ، لِلضَّغْطِ أَوْ ل،،،،. أَشُمُّ رَائِحَةَ جَسَدِي المُحَمَّضِ. أَعُودُ أُمَدِّدُ جَسَدًا بِبَقَايَا لِحَمٍ عَلَى السَّرِيرِ. أَنْهَضُ مِنْ جَدِيدٍ ٍبتثاقل. أَحْبِسُ سِيجَارَةَ ًبلا دُخَان بِين أَصَابِعُي وشفتايّ. أَتَسَاءَلُ كَمْ بَقَى لِي عَلَى سَطْحِ الأَرْضِ. أَعْطُسُ وَأَحْمَدُ اللهُ تَتَوَالَى العطاسات مِثْلَ رَصَاصَاتِ من موديل مسدس للَعِبة الأَطْفَال. أَرْتَشِفُ مُخَاطِي، أَسْتَعْرِضُ حَبِيبَاتِيَّ فِي سِنَّيْنِ المُرَاهَقَة وَالشَّبَاب ياترى مَنْ أَحْبَبْتُها؟ مَنْ اِشْتَهَيْتُ جَسَدَهَا وتكورات نَهْدَيْهَا ،ولفائف مُؤَخَّرَتِها؟. مَنْ كَانَتْ تُحِبُّنِي أَوْ تَتَمَنَّى ذَلِكَ؟أَقْفِلُ عَلَى العَدَدِ صَفَرَ. هَا أَنَا وَحِيدٌ أَفْتَحُ أَزْرَارَ ثَوْبِي أَمْرُ عَلَى شَعَرَاتِ صَدْرِي، أَحُكهُ بأناملٍ اخشوشنت. وَحِيداً بِأَفْكَارِي، بِثَوْرَاتِ الغَضَبِ، وَالسُّكُونُ، بِأَثْوَابِي بِبَقَايَا الزَّمَنِ المُتَهَالِكِ، فِي عَدَّادِيّ وَحِيداً بِقَدْحِ الشَّايِ، بِتَخَيُّلَاتِ أَصْدِقَاء رَحَلُوا وَبَعْضُهُمْ يَنْتَظِرُ. أتوهم برنين هاتفي منْ ياتُرى قدحت ذاكرته هذا الصباح سيّرُنُ الهاتف حتماً؟ كما كان أيام الشباب . آه وَحِيداً أَمَامَ المِرْآةِ أَعدُّ الأَخَادِيدَ وَبَقَايَا ذوابات بَيْضَاءَ غَيْر مُرَتَّبَةٍ. هَلْ ياترى أَأَسِى عَلَى عُمْرِ مُضِيٍّ كَشَجَرَةِ صَفْصَافٍ عَلَى ضِفَافِ نَهْرٍ تَنْتَظِرُ أَنْ يَبْتَلِعَهَا موْجهُ أَوْ تَسْقُطُ بَيْنَ أَحْضَانِهِ كَمُومِسٍ رَخِيصَةٍ؟