18 ديسمبر، 2024 8:13 م

نولد بين طيات هذا العالم الواسع، بعمق كبير، ثم نصارع من أجل أن نطفو على سطحه، حتى تأتي تلك اللحظة، وتلقي بنا تحت التراب، من كثرة الضجيج لا أحد يسمع صراخنا، فالجميع في زحمة من أمره، في سباق عظيم، لمن يصل أولا.

آلاف يتصارعون؛ وهم في الدرك الأسفل، لياتي رجل واحد، يصنع له مركب من ضمير وانسانية ومطالب حقة، ويزرع طريقه بالصمود والتحدي والجهاد، فيخترق كل تلك الحجب، ويختم اسمه في جبين السماء، تشرئب له الأبصار، و تنحني له الرؤوس، ذاك هو الفوز العظيم، يختمها بالنصر بالدم بالسيف.

قوة وإصرار وعزيمة، في نصرة الحق، والدفاع عن المظلومين، وكسر شوكة الظالمين، تلك هي اعلى رسالة يحملها الإنسان، عندما يكون مع الحق، وعلى حق، ويدور حيثما دار.

طريق معبد بالدم، وشضايا الأجساد، لكنه فخر وعزة وكرامة، لن يتذوق طعمها، من رسخ في قلبه حب الملذات، واتباع الشهوات، و ريادة الباطل، لكسب الامتيازات.

رسالة التضحية في سبيل الحق، هي تلك الرسالة التي كلف بها الأنبياء، وجاهد في سبيلها الأوصياء، واستبسل في هديها الأئمة، ليشعلوا بريق النصر، في ظلام هذه الأرض الدامس.

من الحسين بن علي (عليهما السلام) الى السائرين على النهج، إلى الشهداء القادة، طريق واحد ومنهج واضح في سبيل الكرامة، الى ذاك الصوت الصادح، هيهات منا الذلة، صاحب العصر الذي يملأها قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلما وجورا.. ونادى من وادي السلام، هنا مدفن الكرام، وغدا لناظره قريب.

حمل محمد باقر الحكيم قدس.. هم الوطن، وموقد الكرامة، لنصرة ذاك الشعب المظلوم، كان همه الوحيد أن يرفع ذاك الظلم ويحرر أسر البلاد، من يد الجلاد، فاحزم العدة، وانطلق منتصرا، يجوب البلدان، باحثا عن سبيل، لرد كيد الظالمين.

سفيرا للمرجعية، وقائد لوجهتها، وحنجرة لصوتها الهادر، يصدح بالحب والنقاء، يرسم مستقبل وطن، بين أسلاك شائكة، وظلام الغربان، تنخره فتن الزمان، حتى ذاك الصباح الهادئ، يقترب الموعد خطوة خطوة.

أذن الإمام.. وأقام؛ حتى صرخ الصمت، ونادى الأخرس، وبصر الأعمى، وخرست الأصوات، وتكلم الجسد؛ قطعة قطعة، بصوت مرتفع ، الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، هيهات منا الذلة.