أجابت إدارة “أوباما” بالرفض “المؤقت” لا “الدائم” على توسلات المالكي بدعمه قبل إنتخابات “الربيع” النيابية، بزيارة لأحد القطبين: الرئيس “أوباما” أو نائبه “بايدن” المرشد الروحي لعملية العراق السياسية، لإنعاش ميزانية المالكي الجماهيرية والسياسية المفلسة. حمل الرفض جملة من الإيضاحات والتفسيرات لأسباب خشونة الرد بالرفض الأميركي بظروفه وتوقيته:- مامعناه.. ليس في أميركا نظام عربي أو شعب عربي أو رئيس بمواصفات عربية. ليس في أميركا نظام دكتاتوري بدائي. أو شعب مكبوت مقهور تسوقه لزنازينه أجهزة الأمن ولبيته أجهزة الرقابة. أو رئيس يحكم بهواه ومشاعر الكُره والحُب. في أميركا دولة ومؤسسات ومصالح وطنية وقومية تختار “الرئيس” يعبر عنها وتفرض عليه قيودها. ليس في أميركا نظام فردي. ليس في أميركا نظام الحزب الواحد أو الرأي الواحد. يخطئ المسؤول فيُحاسّب، ويخطئ الرئيس فيعاقبه أما “القضاء” أو “الكونغرس” أو “حزبه” أو الرأي العام” أو “شعبه” أو ضميره” أو “عائلته” وذلك أضعف الإيمان. يصدر كتاب تحت عنوان (بوش المحتال) فلا يحاكم مؤلفه ولا يعاقب أو يقتل إغتيالاً.
من يعلقون آمالاً من الزعماء العرب والعراقيين على تغييرٍ “داهم” بعد إنتخابات “الكونغرس” النصفية القريبة فهو واهم. لأنها ستخلق تغيير “ناعم”. حين نفهم أميركا والغرب الأوروبي على أنها دولة مؤسسات ومصالح، نستطيع أن نتوقع حدود التغيير وربما أساليبه، ولكننا لا نستطيع أن نتوقع إنقلاباً أو ربيع أميركي في الكونغرس أو البيت الأبيض أو حركة تصحيحية أو مصالحة في “جنيف” أو صحوة أو ما شابه.
تنشط مانشيتات الموالاة البراقة بتزييف الحقائق وتزيينها لجهة المالكي متوقعةً أو ترجو إنقلاباً إيجابياً لصالح المالكي في السياسة الأميركية، إذا ما نجح “الديمقراطيين” في الإنتخابات النصفية. لكن “أوباما الديمقراطي” أجهض أحلام هؤلاء وضغثها بتأكيده مؤخراً أن شعبيته وحظوظه في الفوز تقترب من 40%. إذاً، هي أدنى من ذلك. أي إنه إذا خسر معركة إنتخابات الكونغرس بمجلسيه “الشيوخ” و”النواب” فسيترك (خازوقه) أثراً أقل من التوسعة والدماء عن “خازوق الجمهوريين” الجديد في مقعد المالكي. وإنه أو سلفه من أغلبية نيابية في الكونغرس لن يقدم العراق وأفغانستان مهراً لزواج المتعة من طهران. كما يُخيل للموالاة والمالكي. ولن يتخلى عن إسرائيل إرضاءً لخصومها بوصفهم أنفسهم قوة الشرق الأوسط الجديد، أو كما حلقت أمانيهم بعيداً في فضاء حزب (الدعوة) الحاكم متهمين أوباما الإنتماء والولاء لفرعه العراقي بزعامة المالكي..!!!
وتمضي واشنطن بالقول: ثمة نظام المالكي الذي يشكل مصدر قلق واضطراب أمني. لكونه يرعى مجموعات إرهابية ويمدها ولكنه يضبطها أيضاً ويساوم واشنطن وحلفاءها عليها. الثمن الذي يطلبه مقبول أحياناً وغالٍ أحياناً أُخرى. لا نريد تغييره كما يظن البعض، وكذلك إسرائيل تشاركنا النظرة الإستراتيجية ذاتها، مطلوب ترويضه وتحسين سلوكه عربياً وإقليمياً..؟؟
وختاماً تعليقنا:
ما نتنازل عن إثنين… المالكي وأوباما حسين