10 أبريل، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

بـكـاء دي ســــلـفـيـا

Facebook
Twitter
LinkedIn

دي سلفيا اسم بين الاسماء ، حرمنْ يختاره تسمية لابنائه وحرمنْ لا يتقبله لكن الغريب ان يحمل هذا الاسم عدد غير طبيعي من الولادات تيمنا واعتزازا بالشخص البارز او المسؤول الاول في الدولة لمعاني رمزية تخليدا لمكانة الرجل في نفوس المواطنين مثل اعتزاز اية أمة بقادتها العظام الذين صنعوا تاريخهم المُشرف سطروا صفحاته باعمالهم وإنجازاتهم المشهودة ومواقفهم الأمينة المخلصة التصقوا بشعبهم حتى صار الشعب الظهير المخلص له  .
دي سلفيا هو الرئيس السابق لبرازيل  قدم لبلده انجازات وخدمات رائعة نوعية خلال سنوات حكمه الاربع تفوق على سابقيه من حكام البرازيل ترك بصماته في تنمية وتطوير وبناء البلد في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتربوية مكرسا جهده موظفا اياه فس سبيل الشعب والوطن حتى اصبح قائدا انموذجا للشعب البرازيلي ، استغل مركزه لصالح شعبه واستثمرمنصبه بامأنة واخلاص في كل مجالات النفع المادي والمعنوي مسخرا اياهما لاجل الوطن والمواطن ، حقق نجاحات في إدارة البلد الى درجة كسب المعارضة لجانبه
في اخير خطاباته المتلفزة  مودعا شعبه قبل ان يترك كرسي الحكم ويغادر قصر الرئاسة ، بعفوية غير طبيعية توجهت جماهيرالشعب نحو قصر الرئاسة يرددون رفضهم ترك ( دي سلفيا ) حكم البلد مطالبين اياه البقاء على رأس قيادة البرازيل والاستمرار في وظيفته الرسمية …….. اطل الرئيس المنتهي ولايته على الجموع الحاشدة من شرفة القصر مخاطبا ابناء شعبه قائلا …. ماتطلبونه مني من المستحيلات ، ليس باستطاعتي  اضافة دقيقة واحدة على المدة المحددة لي دستوريا ….. تعالت الصيحات مدوية ، انت الرئيس بإمكانك تغيير الدستور …..
في هذه اللحظات الحرجة لحظة المواجهة بين القائد وإرادة قاعدته الواسعة ( الشعب ) ورغباته الجامحة في الاحتفاظ بالرئيس القائد …. اغرورقت مقلتاه وغمرت الدموع عيناه صار يبكي ويسكب العبرات ازاء ضعفه رغم كونه اعلى سلطة في البلد امام الحشد الكبير من الناس وهو يرد عليهم …. الدستور فوق الجميع وليس لي حكم عليه حتى اغيره واجدد ولايتي كيفما اشاء ، يكفي رضائكم عني وعن خدماتي لكم ولوطني لقد رسمت طريقا لدولتنا البرازيل خلال إدارتي لها إذا سار عليه القائد الجديد لها يفلح اكثر مني ويقدم ماعجزت عنه .
لم يستطع سلفيا تغييرالدستور ولم يفسره حسب اهوائه ولم يتخذ من طلبات واصرار الشعب البرازيلي ذريعة لاحتكار السلطة يسلك طريق الدكتاتورية  وكان بامكانه استغلال سلطاته الواسعة خلال سنوات رئاسته لتهيئة اجواء توريث السلطة اوالاحتفاظ بها لنفسه .
هكذا في غمرة الاعجاب والتقديروالاحترام الشعبي  غادر ( دي سلفيا ) كرسي الرئاسة باكيا لا عليه ولا على منصبه إنما باكيا لان مهام واجباته وتقديم خدماته انتهت بانتهاء تشريفه كرسي المسؤولية ، لم يستطع تغير الدستوراو يفسره حسب اهوائه بما  يتناسب واحتفاضه بالسلطة واحتكارها لنفسه ولم يسلك طريق ديمقراطية التساوم والتوافق او يلجأ الى فرض نفسه بأرادة شعبه المتجمهر أمام قصر الرئاسة مطالبا إياه بالبقاء في منصبه متجاهلا كتاب الوطن المقدس ( الدستور ) ودع شعبه وهو يبكي على فراقه لهم بدموع الفرح والاعجاب متحديا ثورات الربيع  في الشرق الاوسط والخريف في الغرب … هذا كان دي سليفيا الرئس البرازيلي السابق .              أما فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي الجديد بعد ساركوزي المهزوم بالانتخابات يخاطب الشعب الفرنسي في اول طلته لهم قائلا … اشكركم لانكم سمحتم لي ان اكون رئيسا للجمهورية .
شتان بين ماحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وما يجري في سوريا وما حدث في البرازيل وفرنسا وبين منْ لا يدخر وسعا ولا سبيلا للحتفاظ بالكرسي المتشرف به على عكس تشريفه للكرسي الذي لو دام لغيره لما وصل اليه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب