تسعى ادارات المدن الكبرى في العالم الى تزيينها بمعالم فريدة ومتميزة بحيث تصبح هذه المعالم علامات دالة على تلك المدن، ولعل مثل أو مثلين من هذه المعالم يوضح الصورة التي نريد ان نصل إليها، كبرج إيفل في باريس ، وبرج بيزا في روما ونصب الحرية في بغداد، وتتمتع هذه المعالم عادة بطرز عمارية وفنية تصل إلى حد الإعجاز، لذلك تأخذ مكانة مهمة وأهمية كبرى في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية والسياحية . برج ميلاد أحد العلامات البارزة في مدينة طهران وهو معلم يمكن أن يشاهده الزائر للعاصمة الإيرانية من أماكن مختلفة .. فما هي قصة هذا البرج ؟ ومدى ارتفاعه ؟ وأهميته ؟ واستخدامه ؟ وكيف تم بناؤه؟ وهل كان بخبرات أجنبية أم إيرانية وطنية بحتة ؟ مجموعة أسئلة لعل الإجابة عليها تعطينا معلومات تفصيلية عن هذا البرج الذي يعتبر سادس أهم برج في العالم .
يبلغ ارتفاع البرج 435 متراً ووزنه الاجمالي 150 ألف طن . يستخدم البرج لتسهيل الاتصالات اللاسلكية وتوسيعها على امتداد العاصمة وتوزيع الغطاء التلفزيوني والاذاعي والارصاد الجوي والاشراف على حركة السير وكذلك للأغراض السياحية .. برج ميلاد الذي يعتبر سادس برج في العالم من ناحية الارتفاع يتمتع بمجموعة مزايا فمبنى القاعدة يتكون من ستة طوابق وهذا المبنى بمساحة (17) ألف متر مربع ويضم في طوابقه الثلاثة الأولى 83 مركزاً للتسوق ..
وقد جهز بـ 6 سلالم كهربائية لنقل (9000) شخص في الساعة وهناك (4) مصاعد يتسع كل منها لـ (21 ) شخصاً سرعة هذه المصاعد( 7 )أمتار في الثانية لنقل الزوار إلى قمة البرج في زمن أقل من (50 ثانية ) وتعتبر قمة البرج أحد أكبر مباني القمم في أبراج الاتصالات في العالم .. وتمثل أهم جزء وتتكون من 12 طابقاً تبلغ مساحتها (12) ألف متر مربع وبزنة (2100) طن . مبنى قاعدة البرج بني بالاسمنت المسلح بشكل متماسك ، ويعد من ارقى الهياكل الخرسانية في العمارة المعاصرة .. البرج الذي تم انشاؤه خلال فترة الحصار على الجمهورية الاسلامية في إيران ، صمم ونفذ من قبل الجهد الهندسي الوطني وقد برزت عقبات جمة خلال الانشاء وبالذات عند رفع القطع الخاصة بقمة البرج وتركيبها .. حيث لا توجد رافعات عملاقة للعمل على إكمال البناء ، ومنعت الدول من تزويد إيران بهذا النوع من الرافعات .. فعمد القائمون على إدارة المشروع إلى التعاون مع طيران الجيش حيث تم استخدام طائرات هليكوبتر متعددة لرفع قطع القمة إلى أعلى البرج وتركيبها .. وفعلاً كان هذا المشهد متميزاً لسكان العاصمة الذين كانوا يشاهدون الطائرات وهي ترفع قطع البرج الى السماء .. هذا العمل استمر على مدى شهرين حيث تم رفع جميع القطع واتمام بنائه دون الحاجة الى الخبرات الاجنبية .. وهذا هو ديدن الشعوب الحية..!!
