23 ديسمبر، 2024 9:35 ص

بغلة الوالي والعس ؟

بغلة الوالي والعس ؟

كان ياما كان في قديم الزمان والي لبلدة ما وكان لذلك الوالي بغلة”اجلكم الله” يمتطيها  لقضاء حاجاته وأتسمت شخصية (عزيزنا) الوالي بالصرامة والخشونة لذلك كان الكثير من الناس  يتزلفون ويتقربون منه ليس(لسواد عيونه) ولكن كي يحصلوا على المكاسب والنفوذ .وفي احد الايام مرضت البغلة “المصونة” وبعد فترة قصيرة ماتت بغلة الوالي  واكراما له وليس “للبغلة” طبعا؟ جرى تشييع مهيب حضره اعيان البلدة ووجوه القوم يتقدمهم الوالي وسار الموكب على أنغام الموسيقى الجنائزية ؟ وبعد أنتهاء مراسيم الدفن تقبل الوالي التعازي من المشيعيين  بوفاة (المرحومة) بغلته؟ وبعد مدة من الزمن مرض الوالي(طبعا ليس حزنا على بغلته)؟ ولم يمهله المرض طويلا حتى أنتقل الى رحمة الله ولم يجد اهله أحد من البلدة يشاركهم في دفنه”لان الوالي مات و”المصالح راحت  وياه”؟ وكما قال الشاعر:
أذا كثر مالي كل الناس خلاني, ياكثرة أحبابي يوم ظرفي دبس      وياقلة أحبابي من ظرفي يبس؟
وما أكثر( المصلحجية والوصولية) هذه الايام فهم يركضون ويلهثون لعيادة والد قائد قوات(ذيج الصفحة) كما حصل قبل أيام في مدينة الطب عندما رقدالشيخ” فلان الفلاني” أذ أنقلبت الدنيا وجاء الناس زرافات زرافات لاجل عيون “ابنه” قائد قوات “ذيج الصفحة” لتسجيل أسماءهم في السجل الشرفي لعيادة الوالد “حفظه الله ورعاه من شر الحاسدين”؟ ولكن “سبحان الله”بمجرد  عزل أو استقالة القائد”العلاني” فأن الحشود  البشرية التي تتودد له اليوم ستتلاشى  وتتبخر غدا  كما يتبخر الكلام المعسول المنمق المتملق الذي يسطره اناس مختصين بفنون “اللواكةومسح الاكتاف” وسيمسي كلامهم مجردكلام”حجيته ومشيت”كما يقول المطرب المشهور “الله يذكره بالخير”؟ وسيكررون نفس فنون” اللواكة” مع القائدأو المسؤول الجديدو”اللي ياخذ امي ايصير عمي”؟
ومثل هولاء “الهيلكية” ما أكثرهم هذه الايام  منتشرون في الوزارات يعيثون ويعبثون في الدوائر مثل”الارضة”,ممرغون بالفساد “من ساسهم الى راسهم”؟ رافعين شعار “العس” و”التوريق” ؟ ولمن لا يعرف “العس”أقول له أن هذه المفردة “الجهنمية”في معجم لغة”الحواسم” تعني “الموظف الذي يتعاطى الرشوة” أي الذي “يعس”أي يحلب جيوب الاخرين ؟ وهي مفردة ليس لها علاقة ب”العسس” أي الشرطة على الرغم من أن الكثير من شرطتنا اليوم مدمنين على “العس” ولله الحمد ؟وعلى ضوء ذلك يصبح”العس في خدمة العسس”؟وعلى قاعدة”اطعم الحلك تستحي العين” فأن هنالك موظفين في دوائر الدولة “رفعة راس والله”أذا لم” تعسهم”فأن معاملتك ستختفي كما تختفي السفن التي تدخل مثلث”برمودا”الشهير؟ ويكون مصير المعاملة كمصير “الذي خرج ولم يعد”وتجد الموظف منهم”مكفهر الوجه”وكأنه يتلقى التعازي بفقدان عزيز أو كأنك تقف أمام “مالك خازن النار” ؟والبعض ممن تسوقه الاقدار للتعامل مع مثل هولاء”العساسة” يقرأ الفاتحة ويهديها لام البنين ” ؟ قبل ان يدخل الدائرة الفلانية  كي تقضى حاجته عند الموظف العساس
الذي تنقلب احواله رأسا على عقب وتتغير تقاطيع وتقاسيم وجهه ويصبح (باسما)عندما يرى الاوراق النقدية تهوي في درج مكتبه من قبل المواطن”المعسوس”و”المعلوس”في نفس الوقت؟!ومجبر أخاك لابطل؟!ومثل هولاءلايشبعون ولا يكلون ولا يملون من “العس”و”حلب المواطن “الذي تحول الى”مطية للعساسة”من جماعة “بغلة الوالي”؟ .