23 ديسمبر، 2024 6:05 ص

بغداد .. 18عاماً على الغزو .. ماذا تحقق لمدينة ( السلام )

بغداد .. 18عاماً على الغزو .. ماذا تحقق لمدينة ( السلام )

( بغداد) عاصمة الرشيد ومدينة السلام ، بناها العباسيون عاصمة لملكهم ، وهي اليوم عاصمة العراق وكبرى مدنه ، وهي ثانية أكبر المدن العربية ، ورابعة أكثر العواصم الإسلامية سكانا ، غزاها المغول والصفويون والإنجليز والأميركيون , تقع مدينة بغداد في العراق على خط عرض 33.34 وخط طول 44.40، كما ترتفع 41 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها 5.672.513 نسمة ، كما تقع المدينة تحديداً على نهر دجلة وعلى بعد 530 كيلومتراً من منابع الخليج العربي في قلب بلاد ما بين النهرين القديمة، وهي أكبر مدينة في العراق وتُعتبر من أكثر التجمعات الحضرية اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط , يكاد اليوم الداخل الى مدينة مدن العراق ( بغداد ) يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول الى مدن تحاصرها الجيوش ومساعديهم من كل الجهات .. مدن المعابد الدينية تحول رخام جوامعها الى اناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميرا وقلوبا توشحت بها ارصفتها المتكسرة انظر .. ها هم اهلها تعاد اليهم المعارك من جديد، بعد ان وضعت الحرب اوزارها في هذه المدينة الباسلة المجاهدة .. أعود من جديد الى مدينة الجمال ( ابغداد ) الحبيبة وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل الينا فرات العراق وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن مدفون مقتبس من صحراء الانبار وانين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا ، دعاء متبسم بعشق العراق .. واهل العراق اعذروني فانا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا وزرعوا انفسهم حصادا للطيبين من اجل هذا البلد , أيها الوطن الكبير الجميل العزيز اقترب مني فانا محتاج اليك جدا في هذه الايام .. دثرني يا نخل العراق احملني الى ضفاف دجلة الخالد ثم الى الفرات الى البصرة والى بغداد .. اوصل بي كركوك الغالية وارجع بي الى النجف الاشرف وديالي والعمارة والرمادي ودهوك والناصريه واربيل والحلة ، هل أبدو بعيداً عنها .. أم قريبا من ساحل فارغ يقع على شاطيء دجلة العجيب .. انها ساعات النهار الاخيرة .. تودع الشمس ابناء مدينة السلام ( بغداد ) يوما آخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع الاذرع الي الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والامان الى ابناء هذه المدن .. حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس الى صلاة المغرب .. سرت في شارع طويل بعد الصلاة يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كانت الاعداد من السيارات المسرعة تذهب الى حيث لا ادري .. واهل ( بغداد ) الاصلاء النبلاء الفضلاء يتمسكون بالتقاليد العربية والاسلامية والديانات الاخرى التي ورثوها من آبائهم واجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم .. لكن مع الاسف لا ادري ما حل بهذه المدينة الخالدة التي لها حضارة انتشرت شواخصها في كل بقاع العالم تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم ، كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازا ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء ، وها هي المدن التي خطفها الأعداء .. بعد شهر نيسان عام ( 2003 ) من الفاسدين والطامعين الذين يعتقدون ان هذه المدن مزرعة مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من القمقم لهذه الأرض رافعين شعارا لابناء هذه المدن يجب ان تغادروها ولكنهم نسوا ان في العاصمة العراقية الحبيبة بغداد الجريحة عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر لكن الوقت غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت ايجاد المخارج للناس قبل ان تحترق هذه المدينة والسؤال هنا يطرح نفسه أمام الحكومة العراقية وأعضاء مجلس النواب كافة : ماذا فعلتم لهذه المدن التي ظلت شوارعها مقفرة .. ابنية تهاوت وتهدمت ، ازقة لونتها الشـــعارات الطائفية .. ومآذن ومساجد اتعبها الرصاص .. ولله .. الآمر