بغداد تبعث في الحنين كنت أخشى وأخاف عليها من غدر السنين, عندما أتحدث عن بغداد لاأقصد التحريض أو الاثارة لالست بهذه الرعونة لقد انسحبت من سيرك المسرح السياسي المزيف من زمان , ولكن بغداد كانت عامرة بالبشر والقلوب ,أعرف ان ألذي يغوص في الشقاء والجوع والخوف ليس كمن يراقبه . بغداد كنت أذوب على صدرها رأسي ممتلئ بالصور وتبقى بغداد تشتعل في ذهني لسنين وفي كل لحظة لن تغادر ذاكرتي, بغداد كانت جوهرة ببريقها وعنفوانها هذه الجوهرة المتألقة. ان مانكتبه عن المسرح العراقي وهي مجرد كلمات ترفرف وتحلق في فضاء المسرح العراقي .. لتشكل تيار أكثر حداثة في تجاربنا المسرحية وترفض دكتاثورية الكسل والتقليد والخمول الذهني والجسدي لدى بعض المسرحيين في مرحلة
الثمانينات وخاصة مخرجي مسرح الكوكتيل التجاري الهابط ومروجي شعار الجمهور عايز كده أو جماعة نخبزها خبز مجسب بالعراقي .. فتجربة الفنان المبدع والخلاق صلاح القصب تجربة حداثوية فيها الفعل الجماعي
والتنويري لتفعيل ذاكرة فريق العمل المسرحي وكذلك ذاكرة المتلقي وفق خصوصية مسرح الارتجال لخلق الثقة لدى الممثل الشاب وخاصة الدارس في الاكاديمية
الفنية والمخرج .. فتجارب صلاح القصب نشطت المسرح العراقي التجريبي وحركت الذماء الشابة أنذاك وغدت المسرح العراقي بأجيال متعاقبة من المخرجين والممثلين وكثير من التجارب في
مواجهة مسرح التخلف والركود .وهناك العديد من العروض الاستفزازية كانت تناشد حرية الانسان ومسرحيات ربما تقود صاحبها ومؤلفها ومخرجها وكل العاملين فيها إلى حبل المشنقة أوغياهب السجون فحب المسرح لايعرف الهزيمة أبدآ .