18 ديسمبر، 2024 9:14 م

بغداد وبيروت.. وداعاً للديمقراطية

بغداد وبيروت.. وداعاً للديمقراطية

ييدو ان سرعة رياح التظاهرات في بعض العواصم العربيه هذه الايام اسرع من اصلاحات الحكومات الكاذبة… فسفينة المظاهرات اليوم تسير بما لايشتهي السلطان الحاكم والاصلاحات الترقيعية لن تجدي نفعا فهذه بغداد وصلت رياح مظاهراتها الى بيروت وديمقراطية السيد عادل عبد المهدي والسيد سعد الحريري والفساد الموجود في الدولة قد فاحت روائحه النتنة حتى زكمت إنوف الشعوب..
هذه المرة بغداد وبيروت عواصم الثقافة القديمة والعصرنة الحديثة وجدتا نفسهما مهمشتان اليدين بأسم ديمقراطية العم سام وشعوبهما قد كبل ايديهم الفساد المنتشر في كل مفاصل الدولة ولم يبقى اي علاج اوحلولاً تذكر سوى المظاهرات من اجل المطالبة بحقوق الشعوب الاساسية والتي تمس حياة المواطن البسيط فالعيش اصبح لايطاق في بلد البترول تشم الشعوب روائح غازاته السامة ولاتقبض شيئا من ثمنه .
والملفت والغريب في الموضوع ان حكومة السيد عبدالمهدي في بغداد قد اعلنت واستجابة لمطالبة المتظاهرين في الشارع عن حزمة من الاصلاحات بعضها ترقيعي والبعض الاخر ينتظر تطبيقه على ارض الواقع فبعد ان قامت الحكومة باطلاق عدة درجات وظيفية تقدر بالآلاف وفتح الباب للتقديم على منح العاطلين عن العمل والتطوع على وزارة الدفاع وغيرها من القرارات اضافة الى اعفاء العشرات من المسؤولين ممن هم بدرجة مدير عام فما فوق لعدم كفائتهم اوعدم الحاجه لهم والسؤال هنا يطرح نفسه لماذا هذه الاصلاحات في هذا التوقيت وبعد ان قدم ابناء الشعب العراقي الشهداء والجرحى في هذه التظاهرات هل كانت الحكومة مغلوبة على امرها من جهات اخرى ولاتستطيع اطلاق مثل هذه الاصلاحات ام سببه الفساد المنتشر في الدولة بسبب محاصصة الاحزاب. اسئلة سوف يكون جوابها غير مقنع ويعتبر هروب من المسؤولية وعدم تحمل الامانة الجماهيرية والادهى والامر ان رئيس الحكومة ومن معه مارسوا دكتاتوريتهم مع الشعب وقاموا بقرار قطع الانترنيت ومنع وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ونسوا وتناسوا ان من اوصلهم الكرسي هو صندوق الاقتراع.. اما في العاصمة اللبنانية بيروت فالتظاهرات ايضا استطاعت الضغط على حكومة السيد سعد الحريري وبدا باعلان اصلاحاته بداها برفع الضرائب عن وسائل الاتصال الإلكتروني ومازالت المفاوضات تجري بين الحكومة والمتظاهرين…وسوف تكشف الساعات والايام القادمة اما بقاء الحكومة او تقديم استقالتها والرحيل عن السلطة…. هذا في بيروت اما في بغداد فالقادم مجهول ورجال السياسة بدأوا باعلانات برائتهم وعدم تحمل المسؤولية عما يجري في الدولة وقراراتها التخبطية. وحدث العاقل بما لايعقل….
فأيتها الديمقراطية اراك اليوم خائفة مما يجري في بغداد وبيروت فهؤلاء شعوب عربية وعندما يشاهدون اخطاء المسؤولين يغلي الدم في عروقهم عندها لايخافون حراس السلاطين مهما كان الثمن والتاريخ يشهد لهم بذلك.. الا لعنة الله على دكتاتوريتنا وتبا والف تب لديمقراطيتنا….