28 سبتمبر، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

بغداد وبيروت والشام

بغداد وبيروت والشام

أودَعتكِ بغدادَ صورةً
 
تحكي قِصةَ النخيل
 
على ضِفافِ دجلةِ متيمةٌ
 
ترتوينَ مِنْ خَمرٍ سَلسَبيلِ
 
لا تبالينَ مِنْ حُطامِ الغضبِ
 
من شوارعِ تتفجرُ انتحارا
 
فأهلُ العقولُ قلوبهمْ شتى حَيارى
 
تضحكين باكيةٌ على شياعِ الدويلِ
 
تُخبِريني عن أهلي محملةٌ
 
بشتى أخبار القالِ والقيلِ
 
حتى قلتِ إن عصرنا قد بُعثَ إلى الوراءِ
 
في أرضِ العراقِ…
 
وقد مُنينا بعامٍ مِن الفيلِ
 
تروين لي أن أبرهةً حشدَ زبانيتهِ
 
يصبُ الزيتَ ويشعلُ الفتيل
 
وغارَ على بغداد وبيروت والشام
 
أرجوكِ لا تبالغين …
 
لقد سمعت أن الهوى هناك
 
قدْ همَ بالرحيلِ!
 
يلبس كمامةً مما أصابَ أرضه
 
وذلك السواد المارق حول بيوتنا
 
ضامه الجوع والعطش…
 
 فأُردِيَ طريحاً هزيل
 
تناديني يا وطني.. أُريدكَ في وطني
 
وأنتِ وطنٌ أودعتهُ في وطني
 
ولا ينجيني شيء من ضياع البديل
 
أهواك وأنتِ في وطني
 
قبلةٌ يمنعني عنْ مناسِكها
 
خناجرُ الدمِ وقنابل التقتيل
 
أنتِ بغداد وبيروت والشام
 
حضنٌ نمتُ فيهِ كعريسٌ في الجنان
 
أضمر له في فؤادي
 
أساطير الحب وكرامات من التبجيل
 
أتوقُ لرؤياك عروسةً تلبسينَ طرحةً بيضاء
 
لا ثوب حدادٍ غريق بالأحمر
 
يغتاله انفجارٌ بسلب الأهلِ ورثاء الخليل
 
يناديني سعفكِ التواق للندى
 
كشعرٌ مخضلٌ بعدَ المطرْ
 
بصوتٍ أحلى من تراتيل الهديل
 
طعمهُ حلاوةُ الفرات المعتق
 
غير المعبئ بالقوارير
 
إِرجع إلى أطيانِ أم أقلام البساميل
إلى فجرٍ بزغت منه أولُ شمس
 
إلى ارضٍ صيغَ منها عجائبٌ
 
فوصِفتْ بأنها رحمُ المستحيل
 
سأعود إليك مرغمٌ
 
اشتاق لك كأسير عاد أدراجه
 
انحنى ظهره من اسر طويل
 
وأنتَ بغداد وبيروت والشام
 
ليس في قلبي سواك وطن بديل…

أحدث المقالات