9 أبريل، 2024 1:10 م
Search
Close this search box.

بغداد والتحالف الدولي والطائرات المُسيّرة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يَلفّ الغموض العلاقة بين قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة في العراق والفصائل التي تنتمي للحشد الشعبي!

وسبق للقوّات الدولية والحشد أن تعاونا بكافّةالجوانب العسكرية والاستخبارية الميدانية في المعارك ضدّ داعش حتّى العام 2017، وذلك التعاون، ربّما، كان وفقا لقاعدة عدوّ عدوّي صديقي، ويبدو أنّ هذه القاعدة توقّف مفعولها،وعادت مرحلة ” العداء” مع القوّات الأجنبية!

واستهداف بعض فصائل الحشد للقوات الأمريكية المحتلة في العراق ليس جديدا، وتعود بداية تلك الهجمات للعام 2020، لكنّه، تَجدّد، وبكثافة، بعد طوفان الأقصى!

وسبق لبعض فصائل الحشد أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، ولهذا كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في الخامس من الشهر الماضي للعراق الإنذار الأخير لتلك الفصائل!

والتطوّر الميداني الأبرز تمثّل باستهداف واشنطن لمنشأت تابعة للحشد التابع رسميّا لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بعد أن تجاهلت تلك الفصائل التهديدات الأمريكية!

وأكّدت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى “سنتكوم”، الأربعاء 22/11/2023، أنّها “نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة” على موْقعيْن داخلالعراق، ردّا على الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعات موالية لإيران، واستهدفت قوّات التحالف الدولي، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في العراق أمس واستخدمت فيه صواريخ باليستية قصيرة المدى.

وبعدها بساعات أعلن الحشد، عن مقتل ثمانية من عناصره وجرح أربعة آخرين في ضربات جوّيّة أمريكية شملت قاطع جرف النصر شمال بابل، جنوبي العراق.

واستهدفت طائرة مسيّرة أمريكية أخرى عجلة حمل عسكرية تابعة لكتائب حزب الله العراقي تحمل أعتدة على طريق أبو غريب السريع، غربي بغداد، فيما قامت طائرة مسيّرة ثالثة بإطلاق نيران أسلحتها الثقيلة باتّجاه بادية الثرثار في قضاء الرمادي شمال الطريق السريع الدولي!

وهذا يعني أنّ الهجوم وقع على ثلاثة مواقع، وأنّالطائرات المسيّرة تتبّعت الجماعات المُنفّذة، واستهدفتهم!

وقبل (24) ساعة من الهجوم الأمريكي كشفت نائبة المتحدّث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، بأنّالقوّات الأميركية تعرّضت لحوالي (66) هجوما منذ 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.

وقد سبق الهجمات الأمريكية فرض عقوبات أمريكية بحقّ سبعة أشخاص ينتمون لجماعتين مسلّحتين عراقيتيّن مواليتيّن لإيران، بينها حزب اللهالعراقي.

وقوبلت الهجمات الأمريكية في أنحاء العراق بردود أفعال متناقضة، ففي الوقت الذي أدان الحشد تلك الهجمات بأشدّ العبارات كان بيان حكومة بغداد مختلفا فهو، إن لم يكن متوازنا، فهو متناغم مع تلك الضربات!

وأكّدت حكومة بغداد ببيانها، المتأخّر، أنّها لا تعلم بالهجوم، وأنّها ترفض التجاوز على السيادة العراقية، وبأنّها المعنيّة بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حقّ حصري لها، ولا يحقّ لأيّة جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي“!

وهذه، ربّما، إدانة حكومية “ناعمة” للقوى التي تهاجم قوّات التحالف الدولي في العراق!

وقد وجّه السوداني، القوّات المسلّحة والأجهزة الأمنية، بعدم السماح لأيّة جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره.

وهذا البيان الحكومي يحمل في طياته دلالات غامضة، وبأنّ السوداني قد يقصد الحشد أو القوّات الأمريكية بعبارة: ” عدم السماح لأيّة جهة …”!

ولكن العبارة تميل إلى أنه يقصد الحشد بالدرجة الأولى!

وحذّر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي،الأربعاء، من اندلاع “مواجهات” جديدة جراء القصف الأمريكي ضدّ الحشد!

فيما قال هادي العامري مسؤول منظّمة بدر للقوّات الأميركية، بعد الهجوم بأيّام: “اعتداؤكم لن يمرّبدون جواب، وبقاؤكم شرّ مطلق”!

والسؤال هنا، إن كانت قوّات الحشد الشعبي “المُهاجمة” للتحالف تابعة للقوات المسلّحة الرسمية العراقية، فهل ضرباتها كانت بعلم الحكومة أم دون علمها؟

فإن كانت بعلمها فهذا تناقض مع البيان الحكومي، وإن كانت دون علمها، وهو الراجح، فهذا يعني أنّ هنالك قوّات أقوى من القوّات الرسمية،وهنا بداية الضياع لأيّ دولة في العالم!

ما جرى الأسبوع الماضي يؤكّد أنّ السيناريو العراقي سيكون مثل السيناريو السوري تماما!

طائرات أجنبية تقصف وتعود لقواعدها دون أن يعترض سبيلها أيّ مقاومة، وربّما، سنصل إلى مرحلة شلل الدولة إن لم تَتمكّن حكومة السوداني من ضبط السلاح المُسْتَهْدف للقوّات الدولية!

والمفاجئة الأمنية الخطيرة ذكرها موقع “ذا انترسبت” الأمريكي The Intercept الذي أكّد يوم 26/11/2023، سرقة وثائق سرّيّة ومعدّات عسكرية “حسّاسة”، بمئات آلاف الدولارات، من قواعد عسكرية أمريكية في أربيل وبغداد بين عامي 2020 و2022، بينها (13) طائرة مُسيّرة، وصواريخ موجّهة!

فمَنْ سرقها، وهل هي ذاتها التي تُستخدم في مهاجمة القواعد الأمريكية؟

ورغم الهجمات الأمريكية الأخيرة استهدفت قاعدة “حرير” في أربيل، بهجوم طائرة مسيّرة، ليلة الأحد الماضي، 26/11/2023!

وهذا يعني أنّه لا أحد يمكنه تحديد السيناريوهات المتوقّعة للمناوشات بين القوّات الدولية والحشد، ولكنّ المؤكّد أنّ واشنطن هي الأقدر على فرض إرادتها في العراق من الكيانات السياسية والأمنية العراقية الرسمية!

فهل سنشهد مواجهات سياسية وعسكرية قريبة بين الطرفين؟

أعتقد أنّ التصعيد سيّد الموقف إن لم تضبط بغدادتلك الجماعات المسلّحة!

dr_jasemj67@

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب