23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

بغداد .. والبروتوكول الرئاسي المفقود .!

بغداد .. والبروتوكول الرئاسي المفقود .!

أيّاً كان رئيس الوزراء العراقي منَ السابقين او الحاليّ وحتى اللاحقين , ومهما بلغت درجة او نسبة التقاطع معه سياسياً وايديولوجياً وحتى نفسيّاً .! , فإنّه يشكّل رمزاً للعراق لكثيرٍمن الشرائح الإجتماعية عندما وحينما يتعلّق الأمر بمسّ كرامة العراق او عبر رمزه , ويتجسم ذلك بخصوصيةٍ أشدّ اذا ما يتعلّق الأمر بدولٍ او جهاتٍ خارجية , وحتى ممّن غير محسوبين على الصميم الوطني المجرّد من ايّ اعتباراتٍ سياسيةٍ لم تكن موجودة قبل الإحتلال .! , وهنا قد اجتزنا للتوّ النقطة الأولى الضرورية وصولاً الى الإقتراب من قلب الحدث , أمّا النقطة الأخرى التي تعقبها , فإنّ اكراد العراق < وليس المقصود بالأشقّاء من الشعب الكردستاني > وإنّما ” اربيل ” حيث قيادة الأقليم من الحزب الديمقراطي الكردستاني , وليس ” السليمانية ” حيث معقل الإتحاد الوطني الكردستاني المنافس , فإنّهم يجهدون و ” يجاهدون” ما بوسعهم وبما هو اكثر لإظهار أنّ الإقليم وكأنه حكومة موازية للحكومة المركزية في بغداد , وحتى بإبراز صورٍ ومواقفٍ تظهرهم وكأنّ قيادة الأقليم هي الأعلى من المركز وبصورةٍ فوقيةٍ مكشوفة .!
يوم أوّل امس وحين وصول رئيس الوزراء السيد السوداني الى اربيل , تعمّدت قيادة الأقليم أن يستقبله في المطار السيد مسرور البرزاني ” رئيس وزراء الأقليم ” وحتى ليس السيد نيجرفان البرزاني رئيس اقليم كردستان .! , بل كان من المفترض الواقعي أن يكون السيد مسعود البرزاني على رأس المستقبلين , وهو الذي الذي يدير الإقليم بكلّ تفاصيله من خلفِ ستارةٍ شفّافة ومضيئة .! , وهذا بحدّ ذاته يشكّل Diplomatic Snub – إهانة دبلوماسية , مقصودة ومتعمّدة , فهل مرَّ هذا الموقف مرور الكرام وغير الكرام على رئاسة الوزراء العراقية من الزاوية التشريفاتية والبروتوكولية وسواها ايضاً , وعلى الأقلّ وما وراءه .!؟ , وهذا التساؤل غير المبطّن فإنما تعود جذوره وسيقانه الى أنّ رؤساء وزراءٍ سابقين سبق لهم وزاروا بعض الدول المجاورة .! وجرى استقبالهم بدرجة أدنى من مسؤولي تلك الدول او الدولة , وحتى على مستوى وزيرٍ , غير وزير خارجية تلك الدولة .! فليس مفهوماً ولا مهضوماً عدم الإتّعاظ هذا .! والذي كأنه له ما له من مبرراتٍ ومسوغات تكتسي وترتدي عباءات الإبهام والإستفهام على المستوى الجماهيري او بعضه تحديداً .! , هنالك تساؤلٌ حادّ ويقفز الى الأذهان بصورةٍ فوريّةٍ وساخنة عن تفسير حماس الرؤى الجماهيرية بالضدّ ممّا تعرّض له السيد السوداني في مطار اربيل من سوء الإستقبال الفاقد للّياقة , بينما صمتٌ مُطبق من رئاسة الوزراء ومن الإطار التنسيقي ودولة القانون او حزب الدعوة , وحتى الفصائل ذات العلاقة .! بل رأينا وللأسف إبتساماتٍ ترتسم على شفاه الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء .!