23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

بغداد والأعلام العربي ..

بغداد والأعلام العربي ..

منذو يومان وهذا السؤال يشغل بالي ، من انفق وكم انفق ومن اين اتى بالمال ، دعوات وتذاكر سفر ، وحجوزات فنادق ومطاعم ، ومصاريف اقامة ومأكل ومشرب ، ووسائط نقل وهدايا وتذكرات ، وغيرها من الاموال الى صرفت على الوفد الاعلامية العربية التي حضرت الى بغداد للمشاركة في احتفالية “بغداد عاصمة الاعلام العربي”.
ووسط هذا التفكير بهذا السؤال قفزت الى رأسي اسئلةً اخرى ، السنا في حالة تقشف ، أليس البلد خرج للتو من الحرب ، الا تتركم على العراق ديوان بمليارات الدولارات ، الا تفرض الحكومة كل يوم ضريبة جديدة على العراقيين ، الا تستقطع الحكومة من رواتب موظفي الدولة مبالغ طائلة في كل شهر ، فلما هذا الانفاق او التبذير بصورة ادق ، ولماذا هذه الاحتفالات والمناسبات والفعاليات التي لا فائدة منها في الأساس.
ولكن دعكم من رأسي وما افكر به ، وأخبروني ، مالذي استفدنا من “بغداد عاصمة الثقافة العربية” لنستفيد من “بغداد عاصمة الاعلام العربي” بل وماذا جنى العراق والعراقيين من عقد قمة العرب في بغداد قبل اعوام ، وبصيغة اخرى بماذا افادنا العرب كل العرب والجامعة العربية ، واين كان العرب والاعلام العربي عندما كانت داعش على ابواب بغداد ، ألم يكن الجيش العراقي “جيش المالكي” ، ألم يكن الدواعش “ثوار العشائر” ، اما زال الحشد الشعبي لليوم “مليشيات” في الاعلام العربي ، اخبروني الى متى سنظل نتصرف بهذا الاسلوب وبهذه الطريقة ، ومن المستفيد من كل هذا ، متى سنكون عمليين وواقعيين.
ومن المضحك المبكي انه وبينما كان رئيس الوزراء الدكتور “حيدر العبادي” يتحدث في احتفالية بغداد عاصمة الاعلام العربي ، كان السيد “رائد حسين البلداوي” المفتش العام لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية يعلن عن توقف شمول المواطنين بإعانة الحماية الاجتماعية خلال العام الحالي عازيا السبب الى محدودية التخصيصات المالية.
جاءت الوفود العربية ومن لف لفها ، واستقبلوا بحفاوه وأكرموا من الكرم العراقي الزائد ، تجولوا في المنطقة الخضراء وشارع المتنبي ، والتلقطوا السيلفي ثم عادوا الى ديارهم ، وأعد المحاسبين قوائم الأموال التي صرفت فكانت ملايين الدنانير ان تكون الدولارات ، والعراقي البسيط لا يعرف ولايريد ان يعرف ما معنى بغداد عاصمة الاعلام العربي او ان كان للعرب اعلام اصلاً.