بغداد وأربيل ” هزّي تمر يانخله “!

بغداد وأربيل ” هزّي تمر يانخله “!

كل رؤساء الوزراء قبل واثناء وبعد تسنمهم المنصب يزورون اربيل ويلتقون بالقيادات الكردية على رأسهم صاحب القرار القاطع كاكه مسعود بارزاني ، وكل الاجتماعات كانت تنتهي ببيانات بروتوكولية عن الشراكة والاستحقاقات الدستورية والتوازنات  ومواجهة التحديات ، وقبل ان يجف حبر البيانات المنفردة والمشتركة نجد انفسنا في نفس المربع الأول الذي انطلقنا منه !

والغرب ان تتصاعد المشكلات وتتضخم الاختلافات وكأنك “يازيد ماغزيت ” لتبدأ الرحلات المكوكية لأعلى القيادات الكردية الى بغداد لوضع النقاط على الحروف كما يقال ، الا ان بغداد تحجب النقاط وتبقي الحروف هلامية القراءة والتنوين والفهم والمعنى !

قضية رواتب موظفي الاقليم ، وهي الاكثر وضوحا في الدستور والأكثر اقناعاً في الحوارات ، تعيد ترتيب نفسها كواحدة من العقد بين بغداد واربيل  ليتضرر منها المواطن الكردي بسبب اقحامها في الخلافات السياسية لتتلاعب بها القوى السياسية في بغداد بغياب الارادة الحقيقية لحل مشكلة انسانية تتعلق بمتطلبات الحياة اليومية !

وعادة ما يجد رئيس الوزراء نفسه محشوراً بالأجندات السياسية للفاعل السياسي في بغداد فينساق وراءها لاعتبارات مصلحية تتعلق بالدعم السياسي على ايقاعات بيئة انتخابية مريضة !

عادة مايوّقع الكرد على اتفاقات اختيار رئيس الوزراء ، باعتبارهم بيضة القبان ،وتمنح لهم الوعود المغرية في اطار دستوري واضح المعالم ، وما ان تهدأ العاصفة حتى تتنصل بغداد عن التزاماتها ، اتفاقية اربيل على سبيل المثال مع المالكي وادارة الدولة مع السوداني ، ويبدأ الطرفان بمناقشة نفس القضايا والمشكلات التي تم الاتفاق على حلحلتها على الأقل !!

كاكه مسعود التقى السيد السوداني في مصيف صلاح الدين ، وكالعادة صدر بيان بروتوكولي عن استعراض ملفات وطنية والشراكة والتواصل مع القوى السياسية ومواجهة التحديات والاستحقاقات الدستورية والتعاون بين الحكومتين الاتحادية واقليم كردستان !

والغريب ان السيد السوداني حث على الاسراع بتشكيل حكومة الاقليم ، وهو حث الصديق للصديق، وكأن حكومته تشكّلت بلمسة سحرية !

وحتى نكون منصفين نسأل :

من المسؤول عن عرقلة تشريع قانوناً للنفط والغاز ينهي جدلية ” هذا لك وهذا لي ” ؟!!

من المسؤول عن غياب التوازات في الاجهزة الحكومية ويعرقل مبدأ ” حكومة المواطنة ” ؟!!

من المسؤول عن تعليق الحل الجذري لقضية الموازنة وحصة الاقليم منها لننهي الاتهامات بالزائد والناقص منها ؟!!

من المسؤول عن غياب مبدأ الشراكة الوطنية في صناعة واتخاذ القرارات الوطنية السيادية ؟!!

لاننكر ان القيادات السياسية في الاقليم تتحمل جزءً من هذا الاخفاق بالتشتت الحاصل في الساحة السياسية الكردية وتراجع دورها المهم في بغداد ، لكن الحقيقة الأكيدة ان الفاعل السياسي في بغداد والذي يتحصن عادة بلغة الاغلبية في اتخاذ القرارات المهمة ، بما فيها العطل غير الرسمية ، هو المسؤول الأكبر والأقوى والقادر على ان يضع قطار علاقات بغداد أربيل على سكته الصحيحة باتجاه حل عقد بقية الملفات العالقة !

لقاء السوداني وبارزاني مهم لكني اخشى ان يطوي النسيان مفرداته الجميلة كما في بقية اللقاءات والاجتماعات السابقة !!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات