23 ديسمبر، 2024 9:36 م

لم يكن يوم احتلال العراق من قبل إدارة المجرم بوش وعصابته في البيت الأسود في مثل هذه الأيام من عام 2003، إلا وصمة عار في جبين الإنسانية ،لان الجميع(والعرب في مقدمتهم)، كان مشاركا في هذا الاحتلال البغيض الوحشي ،والذي قتل فيه أكثر من مليون ونصف المليون عراقيا ،وهجر أكثر من أربعة ملايين عراقيا،ودمرت بنيته التحتية ،واحرق الغزاة الأخضر واليابس على أرضه الطاهرة ،وألقت على أرضه مئات الآلاف من الأطنان التدميرية من الصواريخ والقنابل الفسفورية المحرمة دوليا،ومع هذا هزمت (الحرب الصليبية كما سماها المجرم بوش نفسه)،وهزم جيشهم تحت جنح الليل ،بعد أن لقنتهم المقاومة العراقية درسا في الشجاعة العراقية والصبر الطويل ،واليوم وبعد عشر سنوات من الاحتلال البغيض ،يعيش العراقيون تحت رحمة الميليشيات الطائفية المسلحة ،والتي تعمل بأجندة إيرانية معلنة وتواطؤ حكومي واضح للعيان،والتي سمحت لها إدارة اوباما ،وأطلقت يدها في قتل العراقيين وإذلالهم طائفيا ،وحكومة المالكي كما  وصفها رئيس الوزراء هي (في غرفة الإنعاش)، أي بمعنى ميتة سريريا ولا وجود لها فالرئيس في إجازة طويلة، والوزراء منسحبون من الحكومة ،والكتل متصارعة فيما بينهم والكل يسقط الكل ،والكل يخون الكل ،وبغداد في قبضة الظلام ،تنتظر الخلاص ليعود وجهها العربي المضيء ،فماذا تقول بغداد لأبي الجوادين موسى الكاظم (ع)،وماذا تقول لأبي حنيفة النعمان وجعفر الصادق وعبد القادر الكيلاني وجنيد البغدادي ومعروف الكرخي ،وماذا تقول لابن مقلة والفراهيدي وأبو تمام والمتنبي والجواهري ،ماذا تقول للطبري والأنصاري والجاحظ والحسن البصري ،ماذا تقول للمسعودي وابن الهيثم والخوارزمي وابن حيان ،هؤلاء الذين اخرجوا أوروبا من الظلمات الى النور وسطعت شمس بغداد على غربهم،ماذا تقول بغداد لجواد سليم وفائق حسن وإسماعيل فتاح الترك وخالد الرحال وليلى العطار ومخلد المختار ،ماذا تقول لفؤاد التكرلي ومحمود جنداري ومحمد خضير وعبد الرحمن مجيد الربيعي وعبد الخالق الركابي ،ماذا تقول لحميد سعيد وسامي مهدي وعبد الرزاق عبد الواحد وشفيق الكمالي وعبد الوهاب البياتي ومظفر النواب ،وماذا تقول لقوس النصر الحزين ببغداد ونصب الشهيد الجريح ،ومنارة الحدباء ونهري دجلة والفرات ،ماذا تقول لكل رموز العراق التاريخية والحضارية والعلمية والفنية والدينية والأدبية والفكرية ،والله أرى بغداد وهي متشحة بالسواد تقول لهم إن شمس العراق ستشرق من جبين بغداد ثانية لتضيء سماء العراق ،بالمطر الأبيض ،والفرح الأبيض ،وان قمر الكرخ والرصافة سيطلع من فلك أزرارها يوما قريبا ،إنها بغداد حاضرة الارض ،وملهمة المجد ،فلا تخافوا عليها أبدا ،فالغزو وأهله اندحروا على أسوارها كما اندحر هؤلاكو وتيمورلنك والسلاجقة والبويهيين الفرس ودول الخرفان الأبيض والأسود ، وكل الغزاة الذين دنسوا أرضها الطهور،فبغداد لا تخذلكم أيها العراقيون وسينبلج صبحها العراقي في وضح النهار ،وسيندم العملاء كما ندم الغزاة ،بغداد نخلة الله على ارض الرافدين …انتظروها ذات فجر جديد آت …..