23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

(( بغداد )) ….. من اجمل عواصم الدنيا الى اكثرها قذارة واوساخا ..

(( بغداد )) ….. من اجمل عواصم الدنيا الى اكثرها قذارة واوساخا ..

بغداد يا قلعة الاسود ومنارة المجد والخلود
بغداد كانت مصدر الهام للكثير من الشعراء لانها كانت مدينة للسحر والجمال والخيال..
وما ان تذكر بغداد يذكر سندباد وشهريار وشهرزاد وعلي بابا والف ليلة وليلة ويذكر الشعراء والعلماء والادباء والفكر والفلسفة والموسيقى .
هكذا كانت بغداد اسما يوحي بكل ما ذكرت واكثر . بل ان بغداد كانت جامعة علمية كبيرة واسعة يؤمها الاوربيون للتتلمذ على يد علمائها ينهلون منهم العلم والمعرفة ويرجعون الى بلدانهم مسلحين بعلوم علماء العراق ..
لقد اهتم بها كل من حكمها منذ ان اسسها الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور فراحت تطلق عليها اجمل المسميات فسميت (( المدينة المدورة )) و ((دار السلام )) وغيرها .
واصبحت بغداد شاهدة على عصور تاريخية مهمة منذ العصر العباسي وما حدث فيه من تطور علمي وفكري وحضاري فازدادت في بغداد المدارس والمعاهد العلمية وكثر فيه العلماء والفلاسفة والشعراء واماكن اللهو والطرب والرقص وشرب الخمور حتى غدت من اجمل المدن واكثرها تحضرا ورقيا …
ولكن لا ننسى ما اصابها من انتكاسات في زمن البويهيين والسلاجقة وبعض حكم العثمانيين والبرابرة ولكنها استطاعت ان تتغلب عل كل هذه الانتكاسات وصار شموخها يعلو ..
وفي العصر الحديث شيدت فيها الجسور والطرق السريعة والمتنزهات ولكن وآه من هذه ال (( لكن )) . ما حصل لبغداد بعد العام 2003 يدعونا
للخجل من الدول والشعوب الاخرى بعد ان حكم العراق انصاف السياسيين وتناسوا ان لبغداد عليهم حقا ولكنهم تجاهلوا هذا الحق فلقد اعمت بصيرتهم الدولارات التي صارت لهم دينا ودنيا …
ولكن مما يؤسف له ان مجموعة ممن يسمون انفسهم ب ((امناء بغداد )) من الذين تناوبوا على امانتها فبدلا من ان يكونون امينين عليها سرقوها ودمروها
وبدلا من ان يزوقوها ويعيدوا اليها جمالها راحوا يجرحون وجهها ويزيدون من دموعها حتى غدت امرأة عجوزا لا قدرة لها على الحركة فمات كل عرق كان ينبض فيها ونخرت عظامها وتساقط شعرها واحنى الحكام ظهرها بعد ان اثقلوها بعدم احترامهم لها حتى ان ماء دجلتها يكاد ينفد لتغدوا ربما بعد اعوام صحراء لا جدب فيها ولا حياة ..
وصار اهم واقدم شوارعها (( شارع الرشيد )) اليوم (( شيخا عجوزا )) بلحية رثة كثيفة بالكاد يتذكر الاحداث التي مرت فيه والتي كان لها شان كبير في تاريخ بغداد والعراق السياسي والفكري والعلمي والادبي والحضاري ..
فلمن نشكو ضعف بغداد ومرضها ؟؟؟؟ فبغداد اليوم تحتضر ولا احد يمنح قلبها جرعة مضادات حيوية ليعيد لها الحياة … وهم لا يبالون بشئ بعد ان ساءت سمعة عاصمة المنصور حين اصبحت اكثر العواصم قذارة ووسخا وفسادا ..
الا تستحون يا ايها السياسيون ان تكون عاصمة الدنيا وملهمة الشعراء ومدينة السندباد وشهرزاد وشهريار وعلي بابا والف ليلة وليلة بهذه الحال البائسة . ولكن من اين ياتيكم الحياء وانتم فقدتم نقطة الغيرة التي كانت على جبهة كل واحد منكم ؟؟؟؟ .
لم يكن ابو جعفر المنصور يتمنى ان تكون المدينة التي بناها كعاصمة للعلم والادب والشعر والسحر والجمال ان تصبح بعد الفي عام من اقذر واوسخ عواصم العالم .. قرت اعينكم ايها السياسيون يا من اوصلتم بغداد
الى هذه المرحلة من الانحطاط والسقوط وهي ماضية فيه طالما فيكم عرق ينبض …