23 ديسمبر، 2024 2:15 ص

بغداد ليست  قندهار

بغداد ليست  قندهار

في الوقت الذي كان اغلب العراقيين ينتظرون من مجلس النواب الموقر ان يعمل على رفع المعاناة ولو قليلا عنهم ، وان يبادر الى سن القوانين والتشريعات التي ترفع الحيف عنهم وتصون حقوقهم ، ويشرع باتخاذ خطوات جادة وحازمة بحق المفسدين وجدناه اليوم يتبنى وبالاجماع قرارا يحضر بيع واستيراد وصناعة المشروبات الكحولية بكافة انواعها .
مما لاشك فيه أن هذا القرار يشكل تدخلا وتعديا صارخا على الحريات الشخصية كما أنه مخالف للدستور الذي نص على أحترام حرية المواطن وعدم المساس بها .أضف الى ذلك أنه لم يحترم حقوق الاقليات الدينية الاخرى في العراق من مسيحيين وازيدين وصابئة وغيرهم كما أنه يرسل رسائل غير مطمئنه ليس لغير المسلمين وحسب بل لكافه أطياف الشعب العراقي .فهو يشي ويدل بوضوح على أن الحكومة والبرلمان ماضيتان في اتخاذ اجراءات وقرارات أخرى تصب في نفس الاطار تهدف الى أسلمه الشعب العراقي كله وبالاكراه .
وليس من المستبعد أن نشهد في الايام المقبله قيام الحكومة العراقية والبرلمان باتخاذ قرارات مماثلة من قبيل فرض الحجاب وفصل الاناث عن الذكور في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية وغير ذلك من القرارات التي تحد من حرية المواطن .
وحتى لايحدث ذلك أو ماهو أسوء من ذلك على كل الاحزاب العلمانية وجميع المثقفين ان يقفوا بقوة بوجه هذا القرار الجائر ،حتى يفهم كل اولئك المرضى والجهلة في البرلمان ان العراق ليس ايران والسعودية وان بغداد هي حاضنة لجميع الاديان والطوائف وليس لطائفه أو دين واحد ولا يمكن لاي احد مهما كان أن يحولها الى طهران أو قندهار .
لقد كشف سياسيو العراق باتخاذهم هذا القرار الذي لم يسبق له مثيلا في تأريخ حكومات وبرلمانات العراق حتى في اعتى واحلك فترات الدكتاتورية عن وجههم الكريه ، وأمراضهم وعقدهم ومشاريعهم المقبله بوضوح ، وقد آن لكل الاحزاب العلمانية والطبقه المثقفه أن تقوم بالمثل في الكشف عن وجهها المشرق ومشروعها المدني البناء في عراق علماني وموحد يحترم كل الاطياف والاديان من دون تمييز وتفرقة .
لقد حانت  ساعه المواجة وتقرير المصيرفاما ان نستسلم لهؤلاءالمرضى ليعم الجهل والظلام في البلد وأما أن ننتفض بوجههم ونصنع لنا ولاطفالنا غدا مشرقاً .