كثيرا ما نتناول في احاديثنا عندما يتم ذكر التاسع من نيسان عام 2003 بان نقول يوم السقوط او نقول سقوط بغداد وبغض النظر عما يقصد به القائل الا ان السقوط له عدة معان منها ما هو مادي وما هو معنوي وكلاهما لم يتحقق في ذلك التاريخ فأما المادي فيعني السقوط من علو واكيدا لم يكن له مورداً في ذلك او المعنوي فيراد بها انحدار او تغير صورة ومكانة بغداد في النفوس وهو ايضا لم يحصل اذن فما هو الصحيح وما الذي حدث فعلا في 9/4 حقيقة كنت دائما اشعر بعدم الارتياح عندما اسمع بسقوط بغداد واشعر ان هناك خطأ في الموضوع واستخدام هذه المفردة ولكن لا املك الدليل على خلافه الى ان جاء الوقت الذي رأيت فيه منشورا لأحد الاخوة (سدده الله ورعاه ) يذكر فيه ان بغداد لم تسقط وانما دخلها الساقطون وعندها تنفست الصعداء فهذا معنى جديد للسقوط اي يكون تسمية السقوط من باب تسمية الشيء بلوازمه اي ان يوم السقوط كان بسبب ما جرى فيه من كثرة ما دخل العراق وبالأخص بغداد من الساقطين وقد يتبادر للذهن ان هذا العنوان اي(الساقطين) له مصداق واحد وهم الاوباش المرتزقة الذين جاؤوا لاحتلال بلادنا العزيزة ولكن وبعد مرور عقد من السنين اكتشف العراقيون ان هناك عددا كبيرا ممن ينطبق عليهم عنوان الساقطين ولكن بفرق وهو ان الساقطين الغزاة قد خرجوا من بلادنا رغم انوفهم واما الاخرين ممن انطبق عليهم هذا العنوان مازالوا جاثمين على صدور العراقيين فمنهم الساقطين الطائفيين ومنهم الساقطين الفاسدين وهناك الساقطين السلطويين ومنهم …ومنهم.. المهم هل يمكن ان يتقبل العراقيون الشرفاء وجود هذه الكثرة من الساقطين بين ظهرانيهم وهل يعقل ان ينتظر العراقيون من يزيح هذه الاجسام الغريبة من الجسد العراقي الطاهر واعتقد بحكم ما يملكه العراقيون من تاريخ مشرف في مواجه الظواهر السلبية في مجتمعهم انهم قادرين على تصحيح الامور واعادتها الى نصابها وان غدا لناظره قريب .