11 أبريل، 2024 5:46 ص
Search
Close this search box.

بغداد: قرارات كبيرة وموضوعية ولكن الحصاد هو سخرية اربيل

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحكومة العراقية تحدثت تجاه اقليم كردستان العراق بموضوعية وبمسؤولية وبلغة القانون والدستور وكل ماصدر عنها هو سليم قانونا ودستوريا بالمقابل عاود حزب بارزاني سياسة الكيد والرفض وتجاهل قرارات الحكومة المركزية حيث رفض اقالة محافظ كركوك وتسليم المطارات والحدود والمناطق المتنازع عليها وحقول نفط كركوك بل تبجح بالتصدي لقرارات السلطة وحتى الزحف نحو بغداد .
قرارات الحكومة العراقية طبيعية جدا ولكن السؤال كيف ستنفذ قراراتها في ظل استهتار بارزاني وفي ظل عدم وجود ارادة جماعية لمعاقبة العصاة والخارجين عن القانون .
احيانا تكون القرارات رائعة ولكن اذا فشلت هذه القرارات او تراجع صناعها عنها ماذا سيكون وكيف سيكون مصير الشعب العراقي ومصير المنطقة ؟
يجب عدم الاستهانة بخطر بارزاني ليس لكونه بارزاني بل لانه يختصر التدخل الاسرائيلي والدولي في العراق .
الملفت والمحزن في ان واحد هو ان توقيت استفتاء الانفصال جاء على اعتاب عاشوراء ونهضة الامام الحسين مما يعني انه يشكل استهانة بهذه المناسبة وبهذه المشاعر كما انه يشكل تحديا لها واستصغارا لحملة فكر ومحتوى هذه الثورة العظيمة .
نحن ندرك ان هناك شرفاء في مواطنيننا الكرد وهم يرفضون ان تكون كردستان لقمة سائغة لكيان الجريمة والطغيان الصهيوني بينما يستاسد بارزاني على البلد الذي رباه وكبره واطعمه وحماه . ان قراءة سريعة لبعض ماورد في الصحافة العالمية والصهيونية نكتشف حققة مايجري ومايخطط فصحيفة فايننشال تايمز البريطانية كتبت في مقال على لسان الكاتب ديفيد شيبارد أن الأعين الاسرائيلية اليوم تتجه نحو الاكراد بغية الحصول على ثلاثة أرباع الإمدادات النفطية. وتحت عنوان “إسرائيل تتحول إلى الأكراد للحصول على ثلاثة أرباع إمداداتها النفطية”، جاء في التقرير إن “إسرائيل استوردت ما يقارب ثلاثة أرباع حاجتها من النفط من إقليم كردستان العراق في الشهور الماضية، موفرة احتياطيا مالياً لمنطقة تعاني ضيقاً في السيولة بينما تحارب مقاتلي تنظيم الدولة في العراق والشام وتابعت الصحيفة بالقول أن المبيعات هذه تشكل علامة على الجرأة المتزايدة في كردستان العراق، ومزيد من الهوة في العلاقات بين أربيل وبغداد التي لطالما تخوفت من أن يكون الهدف النهائي للأكراد هو الاستقلال عن العراق”.واضافت الصحيفة بالقول: “تسلط الواردات الضوء على النجاحات الكبيرة التي يحققها نفط كردستان العراق في الأسواق العالمية، مع بروز إيطاليا وفرنسا واليونان أيضا كمشترين كبار، وتتم هذه التجارة عبر صفقات سرية مدفوعة مقدماً بوساطة بعض أكبر شركات تجارة النفط في العالم، من بينها فيتول وترافيجورا وتابعت بالقول أن شركات ومصافي تكرير النفط الإسرائيلية استوردت أكثر من 19 مليون برميل نفط كردي بين شهري مايو وأغسطس 2015 وفقاً لبيانات الشحن ومصادر التداول ونظام تعقب الناقلات، وتقدر كلفة هذه الكمية بمليار دولار بحسب الأسعار العالمية في تلك الفترة، ويوازي ذلك 77 في المائة من معدل الطلب الإسرائيلي.
يذكر أن الدعم الإسرائيلي لإقليم كردستان لا يقتصر على شراء النفط، بل يتعداه إلى تعاون اقتصادي كبير، فقد كشفت صحيفة “معاريف” في عددها الصادر بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 النقاب عن أن شركات إسرائيلية تستحوذ على الكثير من الاستثمارات داخل كردستان، ولا سيما في مجال الطاقة والإنشاءات والاتصالات والاستشارات الأمنية. وتذكر الصحيفة أن جميع الشركات الإسرائيلية العاملة في الإقليم يديرها جنرالات احتياط خدموا في الجيش والاستخبارات، على رأسهم الجنرال داني ياتوم، الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الصهيوني . ومن هنا يجب ان نعي طبيعة المرحلة وماتحمله من مفاجات ومخططات مشئومة لان مااقدم عليه بارزاني انما كان وفق مخطط كبير ومؤامرة خطيرة لايمكن التغاضي عنها او المرور بها مرور الكرام فالسؤال المهم المطروح حاليا مامعنى تمرد بارزاني فجاة هل يعقل ان ماحصل عليه كرد العراق لايحظى باهمية خاصة وحقيقية وهم يتمتعون باستقلال حقيقي وبحكومة وبرلمان وقضاء وكيان داخلي ويسيطرون على جميع موارد الاقليم ومنافذه الحدودية بما في ذلك النفط في كركوك ومناطقهم المحلية ويملكون ايضا جيشا مسلحا ومدربا كما يملكون وجودا كبيرا في الحكومة المركزية ونسبة 17 بالمائة من موارد الحكومة الاتحادية ويحظون فوق ذلك بحماية الحكومة المركزية وبتاييدها السياسي ويسيطرون على الكثير من سفارات العراق في الخارج كما انهم يعقدون اتفاقيات وصفقات مع دول العالم دون اية مرجعية من قبل الحكومة المركزية بل ان امريكا تملك اربع قواعد لها في كردستان العراق ولهم اتفاقيات خاصة مع ايران وتركيا وحتى اسرائيل وبالتالي فهم دولة داخل دولة بل هم دولة فوق دولة وهي امتيازات لايمكن ان تتوفر لهم بعد الانفصال المزمع او المخطط له حاليا .
كما ان جماعة بارزاني خبرت الساسة في العراق وتعاطت معهم وخذلتهم وطعنتهم واذلت العرب والتركمان والايزيديين والسريان والمسيحيين والاشوريين والشبك دون ان تحرك بغداد اي ساكن كما توسعت في كركوك وسيطرت على مراكز النفط وتصرفت بسجلات المدينة وادخلت الاكراد في سجلات النفوس وحذفت منها العرب والتركمان لتدعي بان كركوك كردية متجاوزة كل سجلات عام 1958 وحقائق التاريخ والواقع اليومي .
ان مشكلة العراق وهي حقيقة مرة ان هناك مجاميع لقيطة وانتهازية تساهم في خذلان الوطن وقت الضيق فبدلا من التكاتف والتازر في وقت الشدة والمحنة نراها تتهجم على الحكومة تارة وترجع اسباب مايجري الى هذا الشخص او ذاك المسؤول بل ويذهب اخرون لمبايعة بارزاني واخرون يترحمون على نظام صدام وهلم جرا .
صحيح ان هناك مشاكل قاسية وفساد حكومي وشخصنة انانية وحزبية مقيتة ومحاصصة نتنة الا ان الجميع شركاء في كل مايحصل للعراق بنسب معينة اما ان ننظر بافق ضيق دون قراءة المشهد من جميع الزوايا والمؤثرات فهو خطأ فادح وخطير يجرنا الى متاهات ليس هذا وقتها .
الوقت ضيق والخطر داهم والمعركة قادمة لامحالة والعراق على مذبح مصالح الاخرين وصراع النفوذ والضحية هم الشعب من العرب والاكراد والتركمان وبقية الاقليات فهل من يفهم ويعي ويتحرك لوأد الفتنة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب