23 ديسمبر، 2024 8:05 ص

بغداد قبلة القاصدين ومنارة المهتدين

بغداد قبلة القاصدين ومنارة المهتدين

أصبحت بغداد قبلة للمتنافسين من شركات ودوّل ، فانتصارها على الارهاب وكسر شوكته في حرب ضروس انتخى فيها أبناء الوطن لكسر الإرادات الدخيلة ، جعلها اكثر قربا للقوى الباحثة عن حلفاء لها في المنطقة . الاقتصاد والمشاريع هما العنوان العريض للوفود القادمة الى بغداد وما بينها خطوط دقيقة ترسم ملامح القوة الناعمة التي انتهجتها بغداد وغلفتها بطابع العلاقات الإيجابية ومبادىء حسن الجوار والانفتاح على الجميع . لا شروط لبغداد على الراغبين للتقرب منها ، فالاحترام والمصالح المتبادلة هما المعيار الوحيد . أسس العلاقة المتوازنة تلك تحتم عليها الحفاظ على حيادها الإيجابي والبحث عن مصالح شعبها ، اما ما سواها من قضايا فقد تدور ربما في فلك سياسات إقليمية او دولية لا تراعي مصلحة العراقيين فلن تجد لها إذنا صاغية ، ولن تستميل مجددا فريقا على حساب اخر ، ولن تشق وحدة الصف ، ولن يلدغ المؤمن من ذات الجحر مرتين . التوافق السياسي وان كان يشوبه اختلاف لا يكاد يفسد في الود قضية مهد الطريق امام حالة من الاستقرار اقترنت بحالة اخرى من تحقيق الأمن ، وكلتاهما ساهمتا في خلق بيئة جاذبة . بغداد تمتلك الان ميزة تتفرد بها عن باقي الدول المحيطة بها وهي التواصل مع الجميع دون خطوط حمر . تلك الميزة تعزز من مكانتها وقدرتها على ان تكون حلقة وصل تجتمع عندها وجهات النظر المختلفة لتلعب هي دور الوسيط المؤثر واللاعب المتمكن على إيجاد نقطة التقاء بامكانها التأثير في مختلف الملفات المختلف عليها . الدور المتعاظم لبغداد وقدرتها على التواصل مع الجميع سيكون بمثابة مفتاح لجميع الاقفال الموصدة .سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها الحكومة السابقة ودأبت عليها الحكومة الحالية قد أتت ثمارها وأرست دعائم مرحلة جديدة في عمر الدبلوماسية العراقية . دبلوماسية اثبتت حصافة في الرأي ووضوحاً في التوجهات ودقة في المقاربات . دبلوماسية عراقية في توجهاتها وعربية في عمقها واقليمية ودولية في مردوداتها . بغداد تعود بقوة للعب دور مؤثر اقليمياً ودولياً ، وباتت وجهة للاشقاء والاصدقاء ما يؤشر اهتماما واعترافا بذلك الدور وسعيا لاستثماره في التقارب السياسي كوسيلة للتعاون الاقتصادي في مرحلة لاحقة ، والنتيجة بــــــروز لاعب كان قد خــــــفت بريـــــقه لوهلة ثم ما لبث ان عاد اكثـــــر فاعلية وتأثـــــيرا ليحجز من جديـــــد مكانة له على خارطة الــــتأثير في المنـــــطقة والعالم .