ان تصنع الحياة والجمال وسط أكوام الخراب والخوف، علامة على ديمومة الوطن الذي يمنحنا امل البقاء كل يوم، بفضل اصرار محبيه على تقديم صور احلى للجمال والخير في عاصمتهم الحبيبة بغداد، وماجرى يوم امس على قاعات الفنون التشكيلية علامة فارقة على تجدد الامل من جديد، وعلى غلبة الجمال على القبح، والارادة على اليأس، وتحدي الفنون لكل المصاعب.
فدموع الفرح لمستها في عيون منظمي المعرض الفني الشامل وهم ينثرون الوانهم على جدران صامتة تكاد تنطق من فرط دهشتها بمكانة الفن وقدرته على احياء ماتبقى من حياة يحاول اخرون اسكاتها ونثر السواد والخوف حولها.
معرض الفن الشامل شكل انعطافة مهمة في حركة الفن التشكيلي العراقي وعلاقته بالفنانين العراقيين في الداخل والخارج، وعلاقتهما معاً بالفنانين العرب والاجانب الذي تذوقوا حلاوة النجاح بعد جهد كبير بذله كل العاملين في دائرة الفنون التشكيلية بدءا من مديرها الدكتور جمال العتابي وحتى اصغر موظف فيها، عندما قبلوا التحدي واثبتوا جدارة فائقة وذاقوا من بعدها حلاوة النجاح والفرح الذي روته وجوه كل من حضر المعرض الفني الشامل وتجمع الاصدقاء وتبادلهم حوارات الشوق والعمل والغربة بغد فراق وقطيعة دامت سنوات، عادوا فيها من جديد لاحضان بلاد مابين النهرين بثرائها وغناها والقها الماضي والحاضر والمتجدد على مر الزمان.
ملتقى بغداد للفنون التشكيلية، كان عرساً بهياً كما اسماه محبوه، وهو يعيد لهم زمن الجمال وحفاوة الفن العراقي وهو يلتقي من جديد بالفنون العربية والعالمية على نسق جميل ومحبب ويعد بالكثير من التواصل والفرح والابداع القادم تحت خيمة العراق الكبير الذي سيبقى عنواناً للفرح مهما دارت عليه السنون.