9 أبريل، 2024 2:08 م
Search
Close this search box.

بغداد عاصمة للثقافة … أم للدم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سنسأل كعادتنا عن حقائق الأرض المحروقة ,المعطرة بشهقة موت الأطفال,والمزينة بدماء الأبرياء,فلا شيء في بلادي غير الضياع,
سأترك سؤال الدم ,لان شوارع العراق من كثرته بدأت تتكلم,
لأتحدث عن عاصمة الثقافة,التي أتمنى ان لاتكون كعرس يوم الصحافة ,التي زينته مطربات الملاهي والنوادي الليلية(وضيوف ليس لهم علاقة بالمناسبة),نقول للسيد ابو رغيف (مدير أو مسؤول أو…برنامج أو مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية),
هل اكتملت الدعوات الموجهة للمثقفين العراقيين المنتشرين في الأصقاع القريبة والبعيدة,أم ستستنكف بغداد عن احتضان أبناءها المشردين(المنفيين أو المهاجرين أو المغيبين) في ارض الله الواسعة؟
إن العراق بحاجة إلى نهضة أخلاقية وطنية وإنسانية,تنقذ أبناء هذا الشعب المنكوب من الفوضى(السياسية ,والاجتماعية ,والثقافية, الخ.),وتفتح للأجيال القادمة أفاقا رحبة,فيها إرادة العمل الجاد,والرغبة في التنمية والإصلاح ,لغتهم فيها لغة السلام والمحبة والتسامح وحب الخير للآخرين….
من الصعب بل من المستحيل ان نبني العراق دون ان تكون للمثقفين والكوادر والطاقات والكفاءات العلمية والدينية والأكاديمية والاجتماعية الوطنية(في الداخل أو الخارج)رأيا في أسس هذا البناء , خدمة للمصلحة العامة ولأبناء شعبهم ,وتقليلا للجهد والثروات الضائعة في متاهات عمليات إعادة الأعمار الفاشلة نسبيا,بغية إعادة تأهيل المجتمع الخارج من كوارث الحروب والأزمات المتعددة,
ولهذا نحن نطلب من القائمين على هكذا فعاليات ومهرجانات ولقاءات ثقافية وطنية وقومية,ان تأخذ في حساباتها الكم الهائل(وهو كم تراكمي نوعي نادر ,عجنته السنين العجاف بحب الوطن) من الكوادر العراقية المغيبة عن الوطن إعلاميا منذ مجيء البعث البائد للحكم وحتى ألان,
كان توجه الدعوات لأصحاب المراكز والمؤسسات والجمعيات وإدارات الصحف الالكترونية والورقية المحترمة, لحضور مثل تلك الفعاليات الثقافية الوطنية,وكذلك توجيه الدعوات للكتاب والصحفيين والإعلاميين(في الداخل والخارج)للمشاركة الإبداعية والثقافية وحتى الشرفية أو التشريفية, الخ.
دون الحاجة إلى تكرار سوق الأعذار عن قلة المخصصات وصعوبة تحقيق أي نسبة ممكنة من تلك الأمنيات, المهمة لبلادنا في الوقت الحاضر…
إن الوضع في العراق والمنطقة العربية حرج جدا وكارثي,ويحتاج إلى ثورة ثقافية إصلاحية تسد نوافذ وثغرات الاختراقات الأمنية والاجتماعية والثقافية,التي دخلت منه التنظيمات الإرهابية والعصابات الاجرامية,في محاولة خطرة لتوسعتها ,ومن ثم جر المنطقة إلى صراعات طائفية بدائية إقليمية,لاتمس ولاتمت بصلة إلى الدين الإسلام المتسامح مع الإنسان ,وجميع مكونات ومخلوقات هذا الكون
نحن بحاجة ان يكون الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء العامين ,ومدراء التربية ومدراء المدارس والجامعات والكليات والمعاهد والصحة والثقافة والإعلام(الخ.), من أصحاب الكفاءات العلمية والثقافية المتمدنة والمتحضرة,
وإلا بربكم من يستطيع ان يذكر مثالا عن امة من الأمم يقوم أبناءها بتفجير أنفسهم وإخوانهم ومدنهم وبيوتهم وشوارعهم ………..الخ.
(ممكن ان يكون المسؤول أو المديرحاملا للشهادة العلمية العالية كالدكتوراه, لكن هذا لايمنع إن يكون أيضا إنسان متخلف يؤمن على سبيل المثال لا الحصر, بأن الحلول العشائرية أفضل من الحلول القانونية الرسمية,أو يتصف بنزعات ثقافية بدائية تأخذ من تراثيات الماضي المتخلف مادة للتعامل من الآخرين,وهذا ما لا حظناه من البعض من المسؤولين العائدين من دول الخارج ,الذين فضلوا العمل والاقتداء بأسلوب النظام البائد في التعامل الفوقي مع المواطنين,ولنسأل من منهم لم يستخدم حمايته الشخصية لخدماته المنزلية!)
العمل الجماعي الوطني عمل مثمر ,ونتائجه مضمونة إن اكتملت عناصر نجاحه,وبضمنها احترام ثقافة البلد ومثقفيها,وإعطاءهم فرصة اخذ المبادرة للعمل في الساحة المدنية الرسمية أو الخاصة ,وفتح لهم أبواب التنظيم المؤسساتي المدعوم دستوريا وحكوميا(ولكن بدون شروط)…….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب