23 ديسمبر، 2024 8:59 ص

بغداد عاصمة الحزن العربية

بغداد عاصمة الحزن العربية

يجري الحديث في هذه الايام عن بغداد كعاصمة للثقافة العربية كما هو مقرر لها خلال هذا العام , وأعلنت وزارة الثقافة عن برامجها الثقافية وميزانيتها التي سوف تغطي جميع ماتطلبه هذه المناسبة.ورغم التاريخ البهي الحضاري والمعرفي لبغداد الا أن الواقع المعاصر مختلف فمعظم البنايات التاريخية مازالت مهملة يغطيها الاهمال وتعلوها النفايات , وجولة بسيطة في بغداد تطلعلك على المزيد ممن لايعرفه حتى المختص في شؤون الاثار , ورغم أن محافظة بغداد كمجلس أداري معنية في الامر وأخذت على عاتقها بعض الاعمال التي تخص هذه المناسبة ’ الا أن العمل ظل دون الطموح , ومما يحز في النفس أن عواصم عربية ليس لها ناقة أو جمل في الثقافة والتاريخ الحضاري أصبحت اليوم تتغلب على بغدادنا بمسافات كبيرة من حيث المؤسسات الثقافية والاعلامية ناهيك عن نهضتها العمرانية ومستوى النظافة فيها والذي يلامس المستوى الاوربي, بعض هذه العواصم ممن لاتمتلك شئ أخذت بتزييف الحاضر والتاريخ من أنشاء متاحف وشراء الاثار من النفوس الضعيفة التي جاتها الفرصة بعد دخول الامريكان عام 2003فتصورت أن التاريخ والحضارة لها ثمن فملئت متاحفها الوهمية بأنواع القطع الاثارية التي تحكي عن كفاح وقصة حضارة في بلد لايفهم البعض من أبنائه المعنى المعرفي لحضارته الممتدة عبر سبعة الاف سنة. وحين يجري الحديث عن العواصم العربية المتميزة تذكر الكثير منها وتبقى بغداد في ذيل القائمة , ولاأعرف كيف يمكن للرأس أن يكون ذنبا . بغداد التي يعرفها القاصي والداني هي ليست المدرسة المستنصرية ,أو الباب الوسطاني , في بغداد أماكن كثيرة لم تمتد لها أيدي الانقاذ ولم تراها أعين الاشفاق . لكن بغداد تبقى صامتة وحزينة وهي ترى المفخخات والعبوات الناسفة وهي تحصد الابناء , وتبقى حزينة وهي تنظر نحو أشباه السياسين وهم يأكلون تراثها أكلا لما ويحبون الكرسي حبا جما , غير عابئين بعصورها الذهبية , بغداد التي ذرفت الرجال الاوفياء من أجل أن تبقى , بغداد الكاظمين وهم يملئان فضائها بالصلوات والمحبة , وبغداد أبو حنيفة النعمان وتباشير المولد النبوي , ورغم كل ما تحتضنه بغداد من شعراء وأدباء وفنانين ,تظل بغداد صبية بعمر الورود ولكنها حزينة تداري دمعتها بأمل يعيد لها تاريخها العريق