14 أبريل، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

( بغداد ) ستبقى عاصمة شكلية فقط !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أصاب أبو جعفر المنصور حين إختار بغداد عاصمة للدولة العباسية بدلا من الأنبار العاصمة الأولى للعباسيين بعد إسقاط الدولة الأموية .. المنصور إستمع إلى مقترحات عدة لبناء عاصمة جديدة لدولته المترامية الأطراف كان من بينها واسط وكربلاء والكوفة والبصرة وتكريت والمدائن، حتى إستقر رأيه أخيرا على بغداد وبناء أول عاصمة مدورة في التاريخ عام ١٤١للهجرة ٧٥٨ ميلادية ، بغداد عاصمة العراق منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لكنها هل تبقى عاصمة للعراق؟ العباسيون حولوا بغداد كما أجمع المؤرخون العرب والأجانب إلى مركز علمي وثقافي وإقتصادي أثار حفيظة الكثير من المتآمرين والمتربصين داخل الدولة وخارجها.. أعداء الداخل وجد لهم خلفاء بني العباس حلا تمثل في القضاء عليهم وسجنهم وتهجير من بقي منهم إلى دول أخرى كي ينظم لاحقا أحفادهم لجحافل الجيوش التي أسقطت بغداد في خلافة المستعصم بالله.. رغم ماحدث من خراب وتدمير وسلب ونهب وقتل للإبرياء في بغداد حاول المحتلون تغيبر ومحو بفداد من خريطة الحواضر على اعتبار أن لهم عواصم أخرى آنذاك في عدد من دول شرق وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى ( لم أذكر أسماء الدول المحتلة بتعمد) وشجعوا الناس على هجرتها وقدموا تنازلات كثيرة لتغيير عاصمة العراقيين والعرب لكنهم لم يفلحوا، فعادت بغداد عاصمة للعراق وقبلة الإنسانية ورمزا شامخا رغم إتخاذ عشرات المدن البعيدة والقريبة من بغداد عواصم لدول وخلافات وإمارات وإمبراطوريات لعل أطولها كان للدولة العثمانية واختيارها القسطنطينية ( إستبدل إسمها في عام ١٩٣٠ إلى إسطنبول) عاصمة لدولتها للمدة من عام ١٢٩٩ ميلادية وحتى عام ١٩٢٣ بعد إنهيار الدولة العثمانية وتأسيس الدولة العلمانية الأتاتوركية في تركيا.. وليس من قبيل الصدف أن يعيد الإحتلال البريطاني تسمية بغداد عاصمة للعراق بل تخطيط متعمد كان هدفه إبعاد النظر وعدم التفكير مستقبلا بعواصم أخرى غير بغداد قريبة من مواقع الأطماع الإقليمية في المنطقة.. اليوم وبعد عام٢٠٠٣ أصبح الخطر يهدد بغداد أكثر من أي وقت مضى فهناك مؤامرات محكمة وستراتيجيات تنفذها بإحكام كتل سياسية وأحزاب متنفذة داخل العراق، نجحت في إسقاط أهم الأسس التي من المفترض أن تتمتع بها العواصم وهي إتخاذ القرارات..فجميع القرارات المتخذة في العراق تهيأ وتصنع وترتب في محافظات أخرى ويبقى ما يعرض على الشعب من أكاذيب وتمرير لتخطيط أحبك بدقة لتغيير وإستبدال عاصمة العراق وإختيار واحدة من ثلاث مدن كعواصم حقيقية للعراق في المستقبل القريب.. كربلاء عاصمة العراق الدينية أو الأنبار عاصمة العراق الأمريكية أو البصرة عاصمة العراق النفطية أما بغداد ستبقى عاصمة شكلية فقط لمطاعم الدرجة الأولى وشوي السمك المسكوف !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب