7 أبريل، 2024 11:47 ص
Search
Close this search box.

بغداد حـلـم وردي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قرأت قبل أيام منشورا على الفيس بوك يعود لصفحة تدعي بأنها للمخرج الكبير الاستاذ فيصل الياسري ,  وانا اقول انها (تدعي) وذلك بسبب ان مواقع الفيس بوك هذه الايام من الصعب معرفة القائمين عليها كانوا لنفس تلك الشخصيات ام انها مواقع مزيفة تدخل ضمن اطار انتحال الشخصيات لان هنا في العراق حتى مواقع الفيس بوك مخلصت من السراق واللصوص مع الأسف !! المهم ان هذا المنشور نشر  وعلى لسان صاحبه بقوله  (يسألني العديد من الاصدقاء متى تعرض دائرة السينما والمسرح فيلم بغداد حلم وردي وغيره من الافلام التي تم انتاجها عام 2013 ؟ والله العظيم لا ادري ..والعباس ما ادري .. وانا مخرج الفيلم !! وسألت بعض المسؤولين في وزارة الثقافة … وبقي سؤالى بلا جواب !! من يدري ……؟؟؟؟؟؟) .. بالحقيقة انني لم التقي بحياتي ابدا بالفنان فيصل الياسري وانا لااعرفة معرفة شخصيا ولكنني متابع دقيق لاعماله الجميلة فانا اعتبره عملة نادرة في تاريخ الفن العراقي فهو مسيرة رائعة من التألق , فقد اصدر  خلال حياته مجموعة قصصية حملت عنوان ( في الطريق  ) ولديه روايـــــــــــــــــــة بعنوان ( كانت عذراء ) ومن منا لايتذكر البرنامج الوثائقي ” الملف ” الذي عرض من على شاشة تلفزيون العراق بعد حرب تحرير الكويت ليعرض عام 1992 الذي كان من اعداده وتقديمه فكان من اصعب البرامج انتاجا في حينها نظرا لمايتطلبه من جهد ووثائق , كما اخرج عدة افلام تسجيلية مثل فيلم ( الرأس ) و ( النهر ) و( القناص ) وفيــــــــــلم ( بابل حبيبتي ) الذي اشترك في تمثيله عدد من الفنانين العرب منهم الفنان المصري احمد عبد العزيز والفنان يحيى الفخراني فكان من اروع الافلام المشتركة بين بغداد والقاهرة …مؤخرا ازدادت وتيرة الحديث عن الفيلم الذي اخرجه هذه الفنان والذي حمل عنوان (بغداد حلم وردي ) وبالحقيقة لم يتسنى لي مشاهدة هذا الفيلم بشكله الكامل ولكنني أسمع بين الحين والأخر بعض الأراء من قبل مختصين ولشرائح مختلفة , ولكن في النهاية بقي الرأي العام حائرا في امر ذلك الفيلم فمنهم من يرى  ان فيه تمجيدا واضحا لأيام الدكتاتور الصدامي البائد وأيامه السوداء بينما رأى اخرون ان الفيلم قد نقل حقائق واضحة لمعاناة الشعب العراقي وماتحمل من ويلات ونكبات وازمات مستمرة فنقل تلك المعاناة بواقعية واحساس فني رائع دون ان يمر على عنصر ( المجاملة ) للسياسات الموجودة في البلاد والمرحلة الراهنة !!!  ..ليبقى المراقبون والنقاد والمحللين في حيرة من امرهم في سر ذلك الفيلم الذي بقي محروم من العرض لغاية الان , وشخصيا لااعلم لماذا يمنع المسؤولين في الدوائر المعنية عرض هذا الفيلم ولكنني ارى ان منعه من العرض والاصرار على ذلك قد منح الفيلم (شهرة واسعة) بين الاوساط الشعبية وهذا العنصر اجده من جانب اخر رفع حظوظ الفيلم بشكل كبير  كون ان المواطن العراقي قد اصبح متشوقا بشكل واضح لمشاهدة هذا الفيلم نظرا للانتقادات التي وجهت له وللتعرف عن حقيقية الفيلم عن طريق مشاهدته وبشكل كامل ..فلاتحزن يااستاذ فيصل فقد حقق الفيلم شهرة كبيرة قبل مشاهدته فحلق في فضاء السينما  اسم الفيلم كنجمة من النجوم الساطعة قبل عرضه للجمهور العراقي المشغول بالواقع السياسي المترهل …. انني اقترح على الاستاذ فيصل عرض هذا الفيلم في دور السينما العربية ان بقيت قرارات المنع مستمرة بحقه لانني اعتقد صراحة ان العراق لايملك دور سينما في هذا اليوم تليق بالاسرة العراقية مع الاسف الشديد وهي من الحقائق الساطعة كااشعة الشمس فالمواطن العراقي اصبح اليوم لايستطيع السير وسط الشارع فكيف سيستطيع زيارة دور السينما ان وجدت اصلا برفقة عائلته ومحبيه فليعمل منتجي الفيلم على نقل عرض الفيلم خارج العراق فحقيقة ان منع فيلم حلم وردي من العرض هو جزء من تكميم الافواه وسط ما نعيشه اليوم من عصر للديمقراطية الجديدة !!  فلجميع الفنانين حق  بيان رأيهم من خلال اعمالهم الفنية بقدر عالي من الحرية وهذا مانص عليه الدستور العراقي ..اذن هي دعوة عامة للجميع بالمساهمة برفع (الحضر) عن هذا الفيلم وهي دعوة خاصة منا كاأعلاميين للمساهمة في صناعة مناخ فني حر ومناخ سينمائي يستطيع النهوض من واقعه الميت مع الاسف  الشديد ولابد من تكرار حديثي كما اسلفت سابقا انني لاأعرف السيد فيصل الياسري  بشكل شخصي مطلقا سوى معرفتي  به من خلال اعماله الفنية حتى لايتطور الحديث ليصل بأصدار التهم المتنوعة فهنالك فئات تجد لنفسها المتعة في اصدار التهم للغير  !! يجب ان نعمل على دعم الفن والاعلام في بلدنا العزيز فلم تنهض دولة او بلد ما في هذه الدنيا الا وقد بنت جسورا من الاعلام والفن مليئة بالانجازات فكلاهما سر النجاح لأعظم الحضارات فلابد من دعم الفنان والصحفي بطوال السنين ولاسيما المغضرمين منهم كجزء من الوفاء لهم ولعوائلهم   ..لقد قرئت في احدى المصادر ذات مرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر  انه كان جالس في مكتبه الخاص بعد الثورة المصرية فتوجه لسماع ام كلثوم صباحا من خلال جهاز الراديو  المتواضع الموجود في مكتبه فلم يحضى بصوتها طوال اليوم ممااثار استغرابه  فسأل مرافقه الشخصي : لماذا لم تبث اغاني ام كلثوم لهذا اليوم ؟ فأجابه المرافق :  لقد منعت اغاني ام كلثوم من البث في الاذاعة  ؟ فقال له عبد الناصر : ولماذا منعت ؟ فقال المرافق : انها غنت للنظام الراحل فمنعت من بث اغانيها بناء على تعليمات صدرت الى دائرة التلفزيون …  فأجابه عبد الناصر بشدة وعصبية : اذهب الان وتوجه الى مبنى الاذاعة والتلفزيون والغي القرار الصادر بحق ام كلثوم ,  واوصل هذه الرسالة الى مدير الاذاعة المصرية والتي كتب عليها بالنص (( حضرت السيد مدير الاذاعة والتلفزيون  المصري … تحية وحب …. اننا ان منعنا كل مواطن عاش في ايام ذلك النظام الراحل من العمل معنا  ومنهم (كوكب الشرق) فلابد علينا ان نهدم الاهرام وتمثال أبو الهول حالا .. كونها عاشت ايضا معنا في ايام ذلك النظام …. فباشر الان باعادة بث اغاني ام كلثوم )) ومنذ عشرة اعوام  ونحن العراقيين نقر ونعترف بوحشية وظلم ودكتاتورية النظام الصدامي المقبور وماتكبده وتحمله شعبنا من خسائر مادية وبشرية ومالحق بنا من حيف وظلم تجاه سياساته الرعناء الذي كان يمنع اغاني الرحل فؤاد سالم الجميلة بسبب انه غادر العراق هربا من وحشيته وظلمه الكبير  , حيث كان يعاقب كل شي يراه من فن او اعلام او صحافة لايميل لتمجيده والتطبيل له ولزمرته الضالة حتى وصل بنا الحال في ايامه السوادء ان اقتصرت شاشة التلفاز على قلة من الفنانين الذي بقيوا في بغداد ولم يهاجروا بعيدا عن ظلم صدام واعوانه فرحل عدد من المطربين والممثلين الاعزاء … نتمنى ان لايتكرر ذلك المسلسل المظلم من جديد ونحن نعلم جيدا ان الزمن قد تغير واصبح في العراق ديمقراطية حرة  تؤمن بابداع الفنون وبشتى الميادين ولن يقصى او يغيب أي عمل فني عراقي لايحمل غير حب وثناء اهل العراق وخيراته فلابد ان يبث ذلك الفيلم ويظهر للجمهور بقوة حتى نفتخر باننا عراقيون لايستطيع احدا اسكات صوتنا الفني والاعلامي على مدى الدهر …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب