23 ديسمبر، 2024 6:09 م

بغداد …. ثانيه ، مجرد حلم …. عشوائي …

بغداد …. ثانيه ، مجرد حلم …. عشوائي …

كنت احلم …نعم احلم …وبعض الاحلام وليدة اليأس …ان تكون لي عاصمه عصريه …اعيش بها كأدمي صرف..واشعر بأنسانيتي ..كما اود وارغب …نعم انه  يقع ضمن مصاديق الحلم ..لكنني اعتقد انه احد الاحلام الكبيره الذي يعيش في قلبي …ولدي شعورا كبير بأنه حلم ليس الا ..وانه يكاد ان يكون مستحيل المنال …لكنه ليس المستحيل بعينه …….
مشروع الحلم والامل هذا ….هو بناء عاصمه جديدة  او ثانيه لبلدي ..بغداد ..اسمها ولا خلاف على ذلك ..ولكننا ممكن ان نضيف عليها صفة اخرى …مثل بغداد الثانيه او بغداد المستقبل …او اي تسميه تليق بها …
ممكن ان تبنى على النهر الخالد ..دجله ..وممكن ان يتحول لها النهر ..او حتى النهريين …بغداد الحلم …تبنى على الورق في مؤسسات وشركات مختصه بهذا الشأن شركات ذات سمعه عالميه كبيره …تصور كيف ستكون مدينه ترسم معالمها على الورق….
مساكنها …مدارسها ..جامعاتها …ابراجها ..خدماتها الكبيره …اسواقها العامه …متنزهاتها الغناء …مولاتها …..اسواق الجملة فيها ….مثل الشورجه وجميله …..بخرائط جميله وجديده وطرق واسعة وسريعه ..ولا ننسى نافوراتها المميزه والمذهله ..ومدن الجمال فيها ..المسارح ..ودور السينما ..والمنتديات …وبنايات المجتمع المدني …وكل شيء يخطر على بال حلمي فيما بعد …
نقسمها الى اكثر من كرخ واكثر من رصافه …ففي احد جوانبها تكون العاصمة الاقتصاديه…وفي الجانب الاخر تكون العاصمه الاداريه…وفي الجوانب الاخرى نطلق عليها العواصم الثقافيه  ..
نراعي وضع المناخ في التصميم ونركز على هذا الامر ونستفاد من خبرة العالم كله ونسجله على الخرائط بدقه …بمعنى كيف لنا ان نتفادى الحراره القاسيه بالصيف…وكيف لنا ان نتحمل البرودة اللاذعة في الشتاء… واين نضع النصب والتماثيل والجداريات التي يصممها اهل العراق ….لابد ان يتم كل شيء بمهاره ودقه متناهيتين ….ويجب ان نتحسب ونحتاط الى مدينه تتحمل ملايين من اهلنا ..ولها الطاقه ان تتحمل ملايين جدد مستقبلا …
بغداد نريدها عصريه بمعنى الكلمه …تحدد معالمها المدنيه والتقدم والازدهار الى حد الدهشة….ولا ننسى الاثر التاريخي الجميل في البناء والتصميم ونبعد عن بناءها وتصمايمه …كل علامات البؤس والتشرد وانكسارات الحروب في الحاضر والماضي ….
جوامعها …وحسينياتها …وكنائسها ..ومعبادها …تكون رمزا للمحبة والسلام وعلامه مضيئه للتسامح والمغفرة  ومرتبطه بتاريخ ووشائج اخلاق الانبياء الكرام والائمه والصالحين والحواريين…مدينة سلام تام ومدينة قانون محكم بنصه وروحه………………ونعيد لبغداد الحلم عالميتها ونجعلها قبلة تحج العالم لمشاهدة عمرانها وتنظيمها ودقة القوانين الحاكمه لها …
يصحو اهلها صباحا على صوت القرأن الكريم وعلى انغام الموسيقى الجميله ويستعدون للذهاب الى عملهم ويستقلون احدث مترو في العالم ويحدقون بفرح غامر بأحدث ملاعب كرة القدم ..وبأضخم واجمل المستشفيات بالعالم ..لا يسمعون صوت هدير المعامل وضجيج العمل …فتلك الامور تم الاحتياط لها وتم وضعها خارج المدن ……
نعم …ان حلمي مثالي …وكأنني ابحث عن مدينه فاضله ولكنني تحسبا للنزعات المؤذيه وخوفا على بغدادنا التي نحبها …فلا بد من وجود ابعاد واقعيه احيانا للحلم وحتى نستطيع ان نكون جاهزين لمكافحة الشر ونتاجاته القاسيه وللحد من قيمة الرذيله وخراب النفوس فلا بد لاهل الشأن ان يدلو بدلوهم في هذا المضمار وان يتم تثبيت خططهم المنهجيه على الخرائط …..واهل الشأن في هذ الوضع هم رجال الامن المتخصصين في حماية المدن وعلماء الاجتماع والنفس….
قدرنا …ان نحلم …وأن نصدر حلمنا كما يحلو لنا حتى وان كانت سماته العبث والضياع …لان بعض الوقائع بدأت بحلم …اذا كان هنالك رجال قدرهم العمل ثم العمل ….ربما يتسأل البعض بأن مثل هذا الحلم يحتاج الى جهود كبيره واموال ضخمه ومساحه ارض تساوي ارض بغداد الحاليه او اكبر …ونقول ان مثل هذه الامور ممكن ان يتم ترتيبها بالتدريج والصبر اذا ما توفرت النوايا المخلصه….نعم فالعراق واهله منغمسون بالصبر الى حد الثماله …وحتى اصبحوا وكانهم الصبر ذاته ..وهم توأم متماثل لا يعرف احد ان يفرق بينهم ..لكن مثل هذا الامريشيع بينهم بذور الامل بالمستقبل…..
كم تكون المليارات التي نحتاجها لمثل هكذا حلم كبير وماهي الشركات العالميه الكبرى المختصه بمثل هكذا حلم  … وكيفية اختيار المكان المناسب وكيف تقسم الاموال على عدد سنوات العمل ….ذلك الامر متروك لرجال الدوله اصحاب القرار …فربما نجد من يحلم او يشاركنا الحلم ذاته ….وبحلمهم سيجدون كيف يرسمون بغداد المستقبل والماضي ويجدون طرقا حديثه لربط الذكريات والتاريخ معا ……ومن هذا الحلم نرسل مستقبلا نسخا منه الى كل محافظات العراق….
اما تقنية التنميه البشريه وثقافه بناء الانسان المخرب من داخله  حتى يكون متماهيا مع بغداد المستقبل …فلنا معه حلما …سنحلمه قريبا……