9 أبريل، 2024 4:26 م
Search
Close this search box.

بغداد تنافس لندن والإمارات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

عنوان فاجأني كثيرا على أخبار السومرية العاجلة على جوالي ، ولكن أية كذبة سمجة هذه التي تجعل من مفتعلها ينجو تحت عنوان “كذبة نيسان ” والتي كثيرا ما تكون مخيبة للآمال ، ثم أن هذا الشهر لا يزال بعيدا ، قررت فتح عنوان هذا الخبر بلهفة وأنا متوجّس من يأس مزمن ذلك الذي يعيشه كل سكان وادي الرافدين ، إستغرق فتح الخبر ثوانٍ كثيرةٍ ، ذكّرني بطء الإنترنيت بأحد مساوئ “العراق الجديد” وكأنه يريد تكذيب الخبر ، حسنا ، ربما تحسنت الخدمات الصحية خلال فترة نومي ، فصارت تنافس خدمات تلكما الدول ! ، حتى لو كانت كفترة نوم أصحاب الكهف ! ، أو ربما صحت ضمائر الدول المتغلغلة عميقا في الشأن العراقي ، فتركونا نقرر مصائرنا بنفسنا ، أو ربما عادت الطبقة السياسية لجادة الصواب والمحجة البيضاء ، فتعبت من النهب والإقتتال والفساد والتبعية إلى درجة الملل ، فقررت على الأقل أن ترتدي شيئا يسترها من العري التام أمام العالم ! ، لكن ، ربما نافسنا هاتين الدولتين في عُدّة وعدد الجيش وسلاحه وتجهيزاته ، أو ربما قضينا على الإرهاب قضاءً مبرما ، أو إختفت حالات قتل أو مجرد مضايقة النشطاء تماما ! ، هل خلت سجوننا ، الرسمية منها وغير الرسمية من المعتقلين السياسيين والمعارضين ، أم أن كل من ساهم في مجرد (خدش) لمتظاهر قد سيق للعدالة ؟ !، هل دبّت الحياة في مئات اللجان الميتة التي تطالب بحقوق الوطن والناس والشهداء بعد طول مماطلة ؟!، أو رُبّما بُعِثَت الروح في البنية التحتية والشوارع ، وإستيقظت معاملنا كالمارد الجبار وهي تنفض عنها الصدأ ، هل إنتعشت لدينا صناعة وزراعة حقيقيتان ، فصار مورد النفط ثانويا ؟! ، لكن ربما نكون قد قضينا على البطالة وفساد التعليم دون أن أعلم ! ، أو إن نبوءة (حسين الشهرستاني) قد “صَدَقَت”، فصرنا نصَدّر من الطاقة ما يفوق حصة إنتاج لندن والإمارات ! ، حسنا ، ننافسهم بماذا ؟ في ثقافة النزاهة والتطور التكنولوجي وحقوق الإنسان و”الحكومة” الإلكترونية ؟! ، بماذا ؟ بالعناية بالبيئة ومقاومة التصحر وبوفرة الموارد المائية ، هل إكتشفنا علاجا للسرطان بسبب التلوّث البيئي ؟ بماذا ؟ هل بالقضاء على المديونية فكسرنا أغلال البنك الدولي وصندوق النقد ؟ هل نجحنا بإستثمار الغاز المصاحب لإستخراج النفط فأكتفينا منه محليا وكففنا عن إستيراده ؟ ، بماذا ؟ ، هل بالرقم القياسي لكبار الفاسدين والسراق الذين قد زج بهم القضاء بعد طول نوم خلف القضبان ؟ ، لماذا ؟ هل إسترد الدينار العراقي عافيته فصار ينافس الدرهم الإماراتي والجنيه الإسترليني ؟! ، لماذا وألف لماذا ، حتى إكتشفت ، أن الخبر صحيح ، ويا للأسف ! ،

الخبر يقول أن أسعار العقارات وإيجارها صارت تنافس هاتين الدولتين من حيث الأسعار الملتهبة ! ، فمتوسط سعر العقار يعادل مليار دينار ، والإستئجار بمليون دينار ، وهذه نتيجة متوقعة لا تخفى حتى على الجاهل ، ما دامت السلطة ولا أقول “الحكومة” لأننا فقدنا مقومات الحكومة منذ زمن بعيد ، قد تركت الحبل على الغارب في كل ما يخص المواطن لأنها ببساطة عصابات تبحث عن مصالحها فقط ، ومنها أنها أهملت مشاريع الإسكان ، وأغرقت المواطن في رسوم وضرائب يراها باهظة حتى أصحاب أكبر المدخولات في العالم ، فما بالك بمتوسط أجر المواطن العراقي ؟!.

منذ أكثرمن عقدين من الزمان ، كانت قيمة جواز السفر العراقي تأبى مغادرة قعر الدول الفاشلة مثل أفغانستان والصومال ، وقد “نجح” أخيرا أن يكون الأسفل على الإطلاق ، حتى بعد أن حكمت طالبان أفغانستان ، فإنّا لله وإنا إليه راجعون .

Majid Al-Khafaji / Electrical & Electronic Engineer

Iraq-Baghdad

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب