7 أبريل، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

بغداد تحكمها إمرأه لوحدها في نهاية العهد الجلائري بداية القرن الخامس عشر

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سلسلة تراث بغداد وتاريخها كانت لنا محاضرة عن الانثى الوحيدة التي حكمت بغداد منذ بنائها عام ١٤٥ هج حتى الان ونحن في الربع الاول من القرن الواحد والعشرين ذلك ان دوندي خاتون او كما تسميها بعض المصادر بالسلطانة دوندي او دوندي سلطان حكمت بغداد عدة سنوات بعد مقتل عمها حاكم بغداد السلطان أحمد الجلائري سنة ١٤١٠ واستمرت في حكم بغداد ولم تستطيع قوات اصحاب الخروف الاسود او الغنم او الشياه السود او الرايات السود القره قيو نلو دخول بغداد سنة ١٤١٣ إلا بعد تركها لبغداد مع كنوزها واولادها في منتصف الليل بواسطة المراكب في دجلة متوجهة ومن هنالك الى مدينة تستر
واذا كان تاريخ بغداد قد شهد خاصة في العهد العباسي بدور كبير للنساء في حكم بغداد فإن حكم النساء كان من خلال خليفة بغداد وبواسطته ولم تستقل أية امرأة في حكم بغداد لوحدها كما كان الحكم للسلطانة دوندي اذ شهدت بغداد دورا كبيرا في حكم بغداد من النساء ولكن اوامرهن خاضعة لموافقة الخليفة ومشيئته وارادته اما حكم دوندي السلطانة فلم يكن معلقا او موقوفا على موافقة او رغبة او مشيئة اي شخص اذ انها الحاكمة التي تصدر الاوامر التي يتولى تنفيذها الامراء والاخرون اذ لا يوجد سلطان او حاكم اعلى من سلطتها في بغداد فحكمها يختلف عن دور الخيزران والسيدة وزمرد خاتون وغيرهن من زوجات ووالدات الخلفاء العباسيين اللاتي كن يمارسن شيئا من السلطة بغداد من خلال الخلفاء فلقد كانت الخيزران من ربات السياسة والنفوذ والسلطان ولكنها كانت شيء من السلطة من خلال زوجها الخليفة المهدي وولديها الهادي وهارون الرشيد وذلك ينطبق على السيدة شغب التي تمارس السلطة من خلال ابنها الخليفة المقتدر وكانت لزمرد خاتون شيء من السلطة تمارسها من خلال خلافة زوجها الخليفة المستضيء وابنها الخليفة الناصر لدين الله وزبيدة لها شيء من ذلك زمن ابنها الخليفة الامين والامر ذاته يقال عن القهرمانات والجواري اللاتي مارسن شيئا من السلطة زمن الدولة العباسية مثل ثمل القهرمانة وزيدان القهرمانة وفاطمة القهرمانة وقبيحة ام الخليفة المعتز وأم موسى القهرمانة وجميعهن لا يصلن الى مرتبة السلطانة دوندي في حكم بغداد
والسلطانة دوندي احدى حاكمات بغداد زمن الدولة الجلائرية التي حكمت بغداد لمدة تصل الى ثمانين سنة بعد ان انهت حكم الدولة الايلخانية المغولية التترية التي بدأها هولاكو خان الذي فتح بغداد عام ٦٥٦ هج سنة ١٢٥٨ واستمر لمدة تقترب من مدة حكم الجلائريين لبغداد وقد بدأ حكم الدولة الجلائرية بالشيخ حسن الكبير ومن ثم ولده أويس ومن ثم السلطان حسين بن أويس والد السلطانة دوندي الذي قتله شقيقه السلطان احمد عم السلطانة دوندي والذي استلم الحكم في بغداد
كانت دوندي خاتون قد نشأت نشأة قاسية واجهت في طفولتها مصاعب كبيرة اكسبتها تجارب وخبرة في الحكم والعمل السياسي وتعودت الخداع والتضليل وترويج الشائعات فلقد شهدت في طفولتها مقتل ابيها السلطان حسين على يد عمها سنة ١٣٨٢ وتربت في بيت عمها مغتصب حكم بغداد من ابيها كونها كانت الوحيدة لابيها فلم تقو على معارضة عمها قاتل ابيها واخلصت له ووقفت معه تشد ازره في كثير من الامور ولما دخل تيمورلنگ بغداد وهرب منها السلطان احمد رافقته في سفرته الى القاهرة لاستدرار عطف السلطان المصري الظاهر برقوق لطرد تيمور لنگ من بغداد واعادة عمها الى السلطة ووافق السلطان المصري على تقديم المساعدة شريطة زواج دوندي خاتون التي وافقت على هذا الزواج الذي لم يستمر طويلا على الرغم من الجمال الكبير لدوندي وكان هذا الزواج يرمي الى تحقيق اهداف سياسية وتعاون بين الاسرة الچركسية في مصر مع الاسرة الجلائرية وبفضل هذه المساعدة استطاع عمها العودة الى حكم بغداد وعادت هي بعد ان طلقها السلطان المصري بعد زواج استمر عدة اشهر وفي بغداد أمر عمها بزواجها من ابن اخيه شاه ولد وحين غادر عمها بغداد الى تبريز لقتال قره يوسف قائد القرة قوينلو اصحاب الخروف الاسود ترك دوندي وزوجها شاه ولد حيث كانت دوندي شديدة الطموح شابة بارعه قاسية القلب تسلطت على الامور في بغداد وقبضت على السلطة بيد من حديد وبعد ان وصلت الاخبار بقتل عمها تولى زوجها الحكم ستة اشهر ثم قتل بتدبير منها وتولى الحكم بعده محمود ابنه من امرأة اخرى غير دوندي فتسلطت عليه واستبدت بالامر وابعدت محمود عن السلطة حتى اطلق عليها سلطانة وحيث جاء قائد القرة قوينلو لاحتلال بغداد لم يتمكن من دخول بغداد حيث كان الامير بخشايش الذي يقود الجيش في بغداد ينفذ اوامرها تلك الاوامر التي لم يستطع معها القوات المحاصرة دخول بغداد وعمدت الى الخديعة فأخذت الشائعات تدور في بغداد من ان السلطان احمد حي لم يمت وانه مختف في احد الدور في بغداد وسيعود الى الحكم ووجدت هذه الشائعة اثرها في العامة وبعض مشايخ الصوفية خاصة وان اهل بغداد اعتادوا على اختفاء عمها السلطان احمد عندما يحتل بغداد تيمور لنگ واستغل الامير بخاشيش ظروف محاصرة بغداد وكونها امرأة ولم يتعود سكان بغداد ان تحكمهم أنثى وحاجة دوندي فأراد الانتساب الى الاسرة الجلائرية كطريق لحكم بغداد وازاحتها فتقدم بطلب الزواج من ابنة دوندي فتظاهرت بالموافقة وتم تحديد يوم الزواج واقيمت الافراح لذلك اخذ الامير يمني نفسه بقرب الوصول الى السلطة وفي ليلة الدخول امضى وقته مزهوا في شرب الخمر وما ان حان منتصف الليل وهم بالتوجه ليدخل على زوجته وهو يترنح من كثرة الخمرة وحين كان يهم بركوب الفرس بادره احد اعوان دوندي بالسيف وقطع رأسه بأمر من دوندي ووضعه على رمح وسار به امام الفرس لذلك تولت تعيين امير جديد هو عبد الرحيم بن الملاح لكن انقسم سكان بغداد بين مصدق لشائعة حياة السلطان احمد وبين مكذب وقامت فتنة ترتب عليها قتل الامير الجديد وقتل الكثيرين من اهل بغداد بأمر دوندي على اساس انه امر السلطان احمد ولما ضاق الامر عليها في بغداد ومحاصرة شاه محمد قائد الاق قوينلو أمرت دوندي بان السلطان احمد يريد الخروج ولابمن اقامة الافراح ومعالم الزينة وانتهزت دوندي انشغال البغداديين بتزيين بغداد واقامة الافراح جمعت اموالها واولادها وافراد حاشيتها وتركت بغداد بالمراكب عن طريق نهر دجلة الى واسط والى مدينة تستر وبعد خروجها وسمع القائد دخل بغداد لينهي دولة الجلائريين في حكم بغداد لتبدأ دولة اصحاب الخروف الاسود في حكم بغداد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب