22 ديسمبر، 2024 1:59 م

بغداد تتوسل بالولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية لكسب معركة تكريت

بغداد تتوسل بالولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية لكسب معركة تكريت

توقف الهجوم على تكريت البارحة (٣/١٦) بعدما صرح مسؤولون عراقيون انهم ربما لن يكونوا قادرين على طرد مقاتلي داعش منها بدون مساعدة امريكية.

اتى هذا القرار بعد اربعة ايام من القتال العنيف الذي تخوضه القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي بقيادة ايرانية ضد بضعة مئات من مقاتلي داعش في مجمع القصور الرئاسية التي بناها   صدام حسين محاطين بـ ٣٠٠٠٠ عنصر من القوات الحكومية والمليشيات الشيعية .

يقول المسؤولون العراقيون انهم بحاجة الى مزيد من الدعم الجوي لاخراج عناصر داعش وطلبوا مساعدة خارجية لهذا الغرض .

” نحن بحاجة الى دعم جوي من اية قوة يمكن لها ان تتعاون معنا” كما صرح نائب وزير الدفاع ابراهيم اللامي . اما وزير الداخلية محمد الغبان فقد صرح ” ان العراق يرحب باي تعاون لتصفية داعش بضمنها من الولايات المتحدة .

تأتي هذه المناشدة لحفظ ماء وجه الحكومة العراقية التي تجنبت  مساعدة الولايات المتحدة في معركة تكريت مفضلة عليها المساعدة الايرانية .

 تولى الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الاشراف على سير المعارك في صلاح الدين وقيادة ٢٠٠٠٠ من عناصر الحشد الشيعي وبالتنسيق مع قوات الجيش العراقي وعدد من مسلحي العشائر السنية ، وقد ارسلت ايران اسلحة ثقيلة الى ميدان المعركة ولكنها لم تنفذ طلعات جوية ، واشتكى قادة الجيش العراقي ان القوة الجوية العراقية اثبت عدم جدارتها .

ومن ناحية اخرى اعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية انها لم تتلق طلبا رسميا  للمساعدة . وصرح الميجر عمر فيلاريل ” ان معركة تكريت كغيرها من المعارك البرية في العراق تدار من قبل القوات العراقية ، ولم يجر طلب مساعدة  امريكية لهذه المعركة “.

حتى لو تم طلب المساعدة فان المحللين يقولون ان المساهمة الامريكية لن تكون مضمونة ، فالولايات المتحدة بينت بوضوح عدم مساهمتها باي جهد عسكري اذا كان هناك دور ايراني على الارض .

لقد ركزت كل من ايران والولايات المتحدة على ساحاتهما العملياتية  الخاصة بهما ، فايران تتولى ساحة ديالى وتكريت، بينما تتولى الولايات المتحدة قصف مواقع داعش في مناطق اخرى ، وتبدي الولايات المتحدة عدم ارتياحها لاعتماد العراق على المليشيات المدعومة من ايران في عملياته الارضية ،   بينما تتولى هي تدريب القوات العراقية من اجل  الهجوم المرتقب على الموصل .

التخطيط لهذا الهجوم تسبب بتصعيد التوتر بين بغداد وواشنطن ويبدي المسؤولون العراقيون استياءهم من السلوك المنتفش للتصريحات التي يعلن عنها  البنتاغون للمعركة القادمة والتي تظهر واشنطن بانها هي  التي تتحكم وصاحبة القرار في تلك المعركة  مع لهجة تحذير لايران .

القصف الجوي الامريكي يحمل مخاطر الخسائر الجانبية التي يمكن ان تتعرض لها المليشيات والعناصر الايرانية التي تقودها وقد تؤدي الى نتائج غير متوقعة.

ويبدي قادة المليشيات الشيعية رغبتهم الاكيدة بعدم تدخل الولايات المتحدة في المعركة معلنين انها معركة عراقية ١٠٠٪ رغم القيادة الايرانية  لها.

ورغم الرغبة الجامحة للمليشيات المشحونة ايديولوجيا في الانتهاء من داعش بالكامل ، الا ان المسؤولين  العراقيين العسكريين والمدنيين يبدون حرصهم على تجنب الخسائر التي يمكن ان تنجم عن الهجوم الاخير والحاسم .
كاثرين فيليب / عمار الشمري / ديفيد تايلر
ترجمة : نوح سمعان