23 نوفمبر، 2024 3:58 ص
Search
Close this search box.

بغداد بين التفحيط والبارتي والألوان

بغداد بين التفحيط والبارتي والألوان

من الثوابت المهمة لدى العراقيين, هو ما تمثله بغداد من قدسية لديهم, على اختلاف مذاهبهم سنة وشيعة.
تنبع قدسية هذه المدينة, من جود ضريح الإمامين الجوادين عليهما السلام في الكاظمية, وضريح الإمام الأعظم أبي حنيفة في الأعظمية, وضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني, وبقية الأضرحة المقدسة لدى المسلمين, -سنة وشيعة- كضريح قنبرعلي, والسفراء الأربعة للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه, وأضرحة احمد بن حنبل وسيد إدريس وغيرها.

الوجه المدني لبغداد, -وعلى مر التاريخ البغدادي- لم يغفل هذه الحقيقة, وتعامل معها تعامل إحترام لهذه الخصوصية.

فتجد بغداد تغلق محالها التجارية, وتقدم خدمات مجانية, كتقديم الأكل والشرب والضيافة, للذين يمارسون بعض الطقوس الدينية, في مناسبات معينة كالمشاية في ذكرى إستشهاد الإمام الكاظم عليه السلام, وفي ذكرى المولد النبوي الشريف في الأعظمية.

في الآونة الآخيرة؛ ظهرت ثلاث حالات, تعتبر غريبة وجديدة على المجتمع البغدادي, ظهرت هذه الحالات بذرائع المدنية, والخروج عن الضغط الذي يسببه الوضع الأمني, وكذلك لإبراز الوجه الحضاري لبغداد, أمام العالم كما يدعون.

تميزت ظواهر تفحيط بغداد للسيارات في الكرادة, وظهور بنات غير محتشمات, يتوسطهن مغني, وهم يرقصون وسط الشارع في الكرادة, كذلك ما حدث في بغداد بارتي, والرقص الماجن المختلط, في أحد نوادي بغداد, وآخرها مهرجان بغداد بالألوان, تميزت هذه الظواهر بالإنحلال التام, وغياب الحياء, وعدم إحترام مشاعر الأغلبية الملتزمة من الشعب العراقي, وكذلك الإستهانة بدماء شبابنا المضحين, الذين دفعوا دماءهم ثمنا لحفظ هذا البلد وإحلال الأمن في مدننا.

إن هذه المظاهر الدخيلة, تدعونا للقلق على مستقبل شبابنا, لأن الإنحلال سيؤدي إلى خلق جيل غير واعي, وغير قادر على النهوض ببلده, ولا يمكنه الدفاع عن نفسه.

على الدولة ومؤسساتها المعنية, وكذلك منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الأسري والشبابي, أن تتنبه لهذه الظواهر, ودراستها دراسة معمقة, ومعرفة دوافعها, ومن يقف وراءها, مع إعداد ورش, وندوات, ومحاضرات, لتوعية الشباب بمسؤولياتهم, وتحذيرهم من كل ما من شأنه الإيقاع بهم إلى الهاوية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات