العبث والتدخل الإيراني في العراق وتحكمه بالقرار السياسي والسيطرة على جميع مؤسسات ومفاصل الدولة وقيادتها المباشرة من داخل العراق للأحزاب والجهات والمليشيات وما رسخ عنها من ظلم وجور وسلب ونهب وانهيار اقتصادي وامني وتقاتل طائفي وتهجير الملايين وتوظيف العراقيين واستخدامهم كدروع بشرية لحماية ارضها ومصالحها وقمع واعتقالات وخطف وقتل وتمثيل لأي صوت وطني يتمسك بعراقيتك وعروبته وتلفيق أخس واخبث التهم ! كل هذا لا ينكر ولا يستطيع احد ان يلوي عنق الواقع الواضح الجلي فلم تعد هذه القضية موضع خلاف بين من يثبت وبين من ينكر باعتبار ان ايران نفسها تقر وتعترف بهذا التدخل و مريديها وعبيدها في الداخل اصبح لهم التدخل الإيراني مدعاة للتبجح والافتخار اضف الى ذلك تصريحات مسؤوليهم عن خارطة مشروعهم في العراق والمنطقة واعتبار العراق عاصمة لإمبراطورية ايران وكذا تصريحات وتهديدات مسؤوليهم بعد السماح لأي عراقي ينتقد دخول الالاف من الإيرانيين بدون تأشيره بحجة زيارة المقدسات عندما حصل في معبر ( زرباطية) قال احد مسؤوليهم ان العراق ارض الأجداد ولا يحق لأي احد ان يمنعنا من دخول ارض اجدادنا !!
أصبح التدخل الإيراني وبصورته البشعة الفاشلة الخبيثة المدمرة واضحاً عند جميع طوائف الشعب العراقي على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم وتوجهاتهم وواضحاً عند المجتمع الدولي وجميع دول المنطقة التي التفتت أخيراً فعمدت الى قرارات وتحالفات تقي نفسها من تمدد هذا التدخل والاحتلال المبطن الإيراني , وقد ارتفع الوعي تدريجياً عند المجتمع العراقي نتيجة تراكم السنين والمواقف الإيرانية في العراق واخذ الشعب يربط بمنطقية ما آلت اليه احوالهم من بؤس وشقاء وفقر ودمار وضياع للبلد والثروات ولمفهوم الدولة بتدخل ايران وبسببها , وكذا ارتفعت عنده الجرأة بعد ان رددها المتظاهرين في قلب الخضراء معقل ساسة الفساد والخضوع ( ايران بره بره ..بغداد حره حره ) وشعار آخر بمثابة الصفعة بوجه سليماني قاتل العراقيين , وهذا التعبير والموقف يؤكد إرادة الشعوب الحرة ولكن الكلام مع قادة ورموز البعض من هذا الشعب الذين لم يتحرروا بعد من عبودية النفس والجاه والمنافع وتبعية العابثين والحاقدين على العراق والعروبة , ففي مشهد تناقضي ومفارقة عجيبة ولا عجب أن يتصدى مقتدى الصدر ويطرح نفسه كممثل عن الشعب ويقود حملة الإصلاح ويعنون نفسه براعي الإصلاح العربي من اجل العراق وشعبه المظلوم المحروم ضد الفاسدين والعابثين وبعد أن صرح في خطابه الأخير بأنه يوكل الامر للشعب ليعبر عن ارادته ويدعوهم لثورة ضد الظلم في حين قرر هو عن نفسه الاعتكاف لمدة شهرين , وما ان عبر الشعب عن ارادته وعن علة معاناته وشخص اقبح واشد واشنع خطر وسبب في دمار العراق وهو التدخل الإيراني بشعارات تطالب برفع يدها عن العراق وتركه حراً يشق طريقه اذا بمقتدى الصدر يلغي اعتكافه ويطير الى ايران ويصدر تصريح من رئيس كتلته بان مقتدى الصدر يحترم الجمهورية الإسلامية ويرفض مطلقا أي شعارات ضدها من قبل الشعب ! ولسان حاله لهم خجلاً معتذراً وجلاً بغداد بره بره وايران حره حره ) وهذه أخر مرة ترفع شعارات ضدكم ومن يعيدها انا وانتم عليه بالحديد والنار انتم أهل الدار والأرض أرض اجدادكم وانا شخصياً من لبنان !!
فإصلاح مقتدى مشروط ومقنن ومقيد تغيير كابينة حتى يقال مقتدى غيرها مع عدم المساس بهيبة وكيان وتدخل وحق ايران في العراق هذا هو المفهوم لا يقبل غيره أما اقوال رئيس كتلة الاحرار بتبريراته المخجلة فيقول حتى لو بقي مقتدى في ايران قرن من الزمان فهذا ليس على حساب مصلحة العراق ونحن نقول ان ليس من مصلحة العراق بقاء ايران متسيدة متدخلة متحكمة بكل مفاصله ومتسببة للظلم والقهر للشعب العراقي وهذا ما عبرت عنه إرادة الشعب ورفضتموه انتم ومقتدى الذي طار لإيران يستعطفها ويلتمس منها العذر , واقمتم الدنيا ولم تقعدوها على المالكي وصرح مقتدى انه لا يضع يده بيد اتباع الولاية الثالثة يقصد المالكي واتباعه , بينما المالكي رمز مقدس عند ايران وخط احمر ويد طائعة منفذة لرغبات وسياسات ومشروع ايران الظالم في العراق فكيف تجمعون بين هذه وتلك!
هل في الأمر لغز لا نعرفه ؟! كلا نعرفه حق المعرفة ونتركه للأيام تكشفه عندها يبطل العجب وتكشف الأوراق ! وسجلوها على مقتدى الصدر لنرى موقفه تجاه ايران عندما يحين وقت انهيارها الذي بات وشيكاً !
قلنا في مقال سابق ان احد الفوارق من آلاف الفوارق بين المصلح الحقيقي العراقي العربي وبين المدعي المتقمص لهذا الدور هو الموقف تجاه ايران وها قد أقر المتقمص بموقفه المؤيد لإيران التي بتدخلها في العراق لا يرجى أي صلاح وإصلاح وخلاص .