19 ديسمبر، 2024 6:08 ص

بغداد تغادر قائمة اسوأ مدينة للعيش في العالم …بغداد الى اين
قد يبدو العنوان مدعاة للفخر ويعطي شي من التفاؤل لكن للاسف بغداد غادرت القائمة لأنها لا توفر مؤشرات قابلة للقياس اصلا فهي عُدت من المدن التي لايمكن العيش فيها او حتى زيارتها ….وكالعادة فأن ادارة الدولة العراقية العليا لن تهتم لهذا التصنيف المهم والذي يصدر من وحدة المعلومات “إيكونوميست” البرياطنية المعتمدة دوليا وما يرتبط لهذا التقييم من تأثير مباشر من حيث الاستثمارات والمؤتمرات الدولية وتشجيع السياحة فضلا عن سمعة المدينة وتأريخها ……وما يثير الغرابة اكثر فان المؤشرات والعوامل التي يخضع لها هذا التصنيف ليست بعوامل اسطورية او صعبة التحقيق فلو عملنا عليه وبواقعنا المزري فيمكن ان لا نتذيل القائمة او حتى نعاد لكي نخضع لعوامل هذا التصنيف ….
حيث ان العامل الاول و الاهم في هذا التصنيف وهو الامن لم يكن السبب او العامل المؤثر هذا العام من خروج بغداد من القائمة او حتى تصنيفها بأسوء مدينة انما عوامل اخرى يمكن تحقيقها وببساطة ويمكن ايجازها بعدة نقاط :-
1- مؤشر الثقافة والبيئة :- ويندرج تحت هذا المؤشر عدة امور اهمها :-
أ – المناخ العام للمسافرين القادمين او بالاحرى المطار الرسمي الدولي للمدينة :- والمقصود بالمناخ هو ليس المساحة او البنى التحتية للمطار فبالتاكيد لن نقارن بمطار طوكيو او ميونخ او حتى مطار حمد ….مايقصد بالمناخ العام حسب هذا التصنيف هو النظافة العامة للمطار طريقة استقبال المسافرين ومايرتبط بالمطار من وسائط نقل.. لن اتحدث عن النظافة فالشواهد واضحة اولها واقع دورات المياه و ثانيها الطيور المتشرة في داخل صالات المطار وهي سابقة عراقية انفرد بها مطار بغداد واصبحت رمز للسخرية لكل قادم او مغادر لهذه المدينة ويبدو ان القائمين على ادارة المطار وانسجاما مع النهج العام القائم على الحظ والبخت في عراق مابعد التغيير متفائلون او منتظرون لعل شيء ما يسقط على رؤسهم حتى يرزقو او يتفائلو في يومهم او قد اخذو نظرية خريطنيوس في ربط حمامات السلام مع بغداد السلام واعطو لها تفسيرا ايجابيا بمخيلاتهم ……….اما عن وسائط النقل وارتباط المطار بمركز المدينة فللاسف ومنذ التغيير لايمكن الوصول للمطار مباشرة بالسيارات الخاصة او حتى سيارات رسمية مرتبطة بادارة المطار او بوزارة النقل وكما لم تعالج حتى هذه القضية في انشاء صالات استقبال اخرى وكما هو الحال في مطار اربيل .

ب- المظهر العام للمدينة :- بالتاكيد فأن اطنان النفايات في بغداد ملئت ازقتها القديمة والحديثة وان دجلتها الذي كان معلم من معالمها ونموذجا يتغنى به الشعراء اصبح هو وجوانبه مكب للنفايات ومصدر اساسيا من مصادر تلوث المدينة بعد ان كان هوا عطره مصدر لانتعاش الناس … فضلا عن تجاوزات اصحاب المطاعم و وورش صيانة السيارات وغيرها والى اليوم للاسف لم يعالج هذا الموضوع ……..ومن المظاهر الاخرى العامة في المدينة هي عشوائية الكتابات واللافاتات وملصقات الجدران واحد امثلة هذا البؤس هو جسر باب المعظم وهو من الجسور المهمة التي تربط صوبي بغداد فهو يثير الاشمئزاز واصبح جدار حر لكتابة الذكريات

2 – البنى التحتية وشبكة الطرق والنظام المروري للمدينة :-
أ‌- النظام المروري :- لايوجد اي نظام مروري في بغداد منذ 14 عام بالرغم من ان ادارة النظام المروري و مع التقنيات الحديثة اصبح تنفيذها وادارتها يمكن انجازها بمدة لا تتجاوز 6 اشهر بمجرد صيانة وربط اشارات المرور بمنظومة كاميرات يمكن من خلالها تنظيم حركة المرور بالكامل وببساطة يمكن ادارتها واجبار مستخدمي الطريق بالالتزام بها من خلال تطبيق عقوبة السجن لمدة يوم او يومين مع غرامة تثبت من قبل ادارة المرور …….اما بخصوص عشوائية مرأب السيارات واستغلال الطرق من قبل مجهولين وذهاب مواردها لأشخاص غير معروفين ايضا يمكن ادارتها من خلال حجز المواقف من خلال رسائل النصية عن طريق اجهزة تثبت في الطرقات تشير الى ان الموقف يخضع لنظام الرسائل ويمكن تفعيله ببساطة من خلال الجوال وتحسب من خلال وقت الوقوف وبمبالغ رمزية تذهب مواردها لادارة المرور بدلا من ضياعها .
ب‌- شبكة الطرق :- العراق ومنذ ثمانينيات القرن الماضي لم ينشئ اي شبكة طرق جديدة ولم تعد اي دراسة حقيقية لأخذ بنظر الاعتبار النمو السكاني وتحسن الدخل الاقتصادي للفرد وعدد السيارات الداخلة للبلد وبالتاكيد فأن هذا الموضوع منسجما مع عشوائية البلد القائمة و بالتالي فأن اكبر عمر تصميمي للطريق لايتجاوز 20 عام وللاسف فأن جميع طرقات بغداد هي اصلا منتهية الصلاحية ولا تعد على انها جزء من شبكة النقل على الرغم من ان كلفة اعادة انشائها في العراق وبما ان العراق بلد نفطي ولديه المصافي التي توفر المواد الاولية لانشاء الطرق فأن تكلفة الانشاء ليست عالية فحتى دول الخليج كالامارات وسلطنة عُمان التي تعتبر افضل دولتيين عربيتين في شبكة الطرق هي تستورد هذه المواد لعدم وجود المصافي وبما ان كل طرقات العراق هي خارج عمر الصيانة اصلا يمكن انشاء الطرق واعتماد المبدء المعمول به في اغلب دول الخليج وهو مساهمة الدولة والمجالس المحلية لكل منطقة او مدينة والثلث الاخير يخض لتبرع مستخدمي الطرق وهي كلف رمزية .
ت‌- جسور المشاة:- رفعت اغلب جسور العبور للمشاة مع التغيير ايضا وتفتقر اغلب شوارع بغداد لهذه الجسور المهمة خصوصا لدولة منفلتة لاتخضع للنظام المروري ولا لمحددات السرعة و عدم وجود جسور المشاة والتي يمكن تركيبها خلال ايام ازهقت ارواح ناس كُثر لا لشيء سوى لجسرمشاة لايكلف الدولة شيء يذكر .

وبنظرة عامة فأن اهم اسس التقييم التي خضعت لها بغداد هي يمكن تحقيقها وببساطة لانتشال واقع العاصمة محليا (عمليا) ودوليا مع الاشارة بأن امور اخرى مهمة ايضا لم اشر اليه مثلا توافر المراكز الثقافية والبنى التحتية الرياضية والموضوع الاهم الواقع الصحي المتردي للبلد بجميع مفاصله ايضا و واقع التعليم لكن النقاط المشار اليها هي الاهم من حيث الدراسة المعدة للتقيم العام لبغداد
اتمنى ان يستثمر القائمون على ادارة الدولة في العراق معالجة او عمل على تصحيح وضع بغداد وكل العراق واعتباره دعاية انتخابية لهم افضل من سرقة الدولة لتمويل القنوات والاعلانات والمؤتمرات
للمتشائمون الناقمون المحبطون ……….العاملون على نظرية الشعب الهمجي او (احنا شعب وصخ ) لااعتقد بأن النظام والنظافة هي مرتبطة بعرق او دولة او حتى دين او واقع ولادي للفرد ……….الثقافة والنظافة هي واقع الدولة الخاضعة للقانون ومبدء الثواب والعقاب كل الامم تتثقف وتسير و تحقق وترتقي من خلال القانون والثقافة العامة المبنية على ادارة السلطة للدولة اولا وثانيا لكل مؤسسة عاملة ترتبط بالحكومة او بالقطاع الخاص.
اتمنى ان نعمل للامة العراقية ولبغداد المنسية و ان لا نسير بأبناء البلد من ازمة الى اخرى ننتهي من داعش لنذهب الى القدس لنستنزف كل يوم بقصص خاسرة كما فعل النظام السابق لنعيد لنكرر الاخطاء ونخضع الشعب للجوع ونذهب الدماء لا لشيء لحجرات بيعت سابقا من قبل اهلها المنتفعون لنذهب لندافع عنهم كفاتحين ونسينا وتناسينا بأن اسرائيل لديها 4 سفارات في الدول العربية صمت شعبها وقادتها على الاحتجاج حتى على تواجد هذه السفارات .

أحدث المقالات

أحدث المقالات