19 ديسمبر، 2024 4:12 ص

بغداد المدللة .. من يتزوجها ؟

بغداد المدللة .. من يتزوجها ؟

العراق أصبح بفعل داعش كالفتاة الجميلة ؛فالكل يتمنى التقرب منها كي يحظى بصداقتها ويضمها الى قلبه ؛ فأميركا سارعت الى تقديم إغراءاتها المباشرة للعراق عبر الوفود الداخلة والخارجة على أرفع المستويات ؛ في حين سبقتها روسيا ولازالت ترسل المزيد من رسائل الغرام وابداء رغبتها المباشرة لدحر داعش اذا طلبت منها بغداد ؛ السباق الجاري بين الرجلين بوتين وأوباما فأيهما تختار بغداد ومن الذي تراه مناسبا لها ؟
أعتقد إن قلب بغداد قد سلبت إرادته وقد تعلق بشخصيات أخرى هي من تقرر مصيره ؛ قلب بغداد أصبح كقلب إمرأة تحب شخصا وأهلها لايوافقون عليه وبالتالي سيكون لتدخل أهلها الأثر السيئ على مجرى حياتها ؛ هذا التدخل سيجعل حياتها الشخصية غير مستقرة الى يوم وفاتها
العراق بفعل ساسة 2003 أصبح إلعوبة بيد الدول وأصبح تابعا الى لعبة المحاور من دون أن تكون له كلمة ومن دون أن يستمعوا حتى للآراء التي يطرحها
من خلال ضعف العراق حققت بعض الدول مكاسبها التاريخية ولازالت تمسك بالعراق كورقة ضغط لاتريد أن تفقدها من دون تحقيق مكاسبها ؛ كل الدول تعمل بالسياسة الدولية لتحقيق مكاسبها الشخصية الا العراق فهو يعمل من أجل تحقيق مكاسب الدول الأخرى
الصورة لم تعد قاتمة على العراق وهو يعرف إن مصلحته تكمن مع أي دولة لكنه لايملك زمام المبادرة وليس له الحق في تقرير مصيره ؛ فرئيس وزراء العراق لايملك الحق في الإنضمام الى روسيا ولايملك الحق في الانضمام الى أميركا أيضا
إذا أختار العراق الانضمام الى محور أميركا فستتحرك ايران وتقلب الدنيا رأسا على عقب من خلال أذرعها وقوتها المباشرة وغير المباشرة ؛ وإن إختار الانضمام رسميا الى روسيا فتحرك أميركا قوتها المباشرة وغير المباشرة من أجل ضرب هذا التحالف كي لايحقق أهدافه ولايكتب له النجاح هذا على مستوى الدول الكبرى التي تريد السيطرة على العالم فهي لازالت تستثمر بالعراق
أما الدول الأخرى فرغم صغر حجمها الاإنها لم تترك العراق فتدخلت به منذ 2003 والى يومنا هذا وكل دولة ساهمت في إفشال تجربته لكي لاتتعرض الى نفس المصير الذي تعرض له العراق فتارة ترسل الإنتحاريين وتارة آخر ى تدعم هذا الطرف السياسي على حساب ذاك الطرف
سيبقى العراق يدور في هذه الدوامة المتلاطمة الأمواج ولم يخرج منها الاحينما يحصل على سياسي شريف يحب العراق بالفعل ؛ هذا السياسي الشريف هو من يقرر إنضمام العراق الى الدولة الكبرى التي تحقق له الإستقرار والتقدم والازدهار ومن دون رؤية هذا السياسي سنبقى في هذه الدوامة الدموية .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات