18 ديسمبر، 2024 9:43 م

بغداد العروبة تمرض دائماً لكن لا تموت ابداً !؟

بغداد العروبة تمرض دائماً لكن لا تموت ابداً !؟

العاصمة العراقية بغداد مدينة السلام التي خطفها الأعداء في التاسع من شهر نيسان عام ( 2003 ) من قبل الفاسدين والطامعين الذين يعتقدون أن هذه المدينة مزرعة مهجورة لا أصحاب لها ولا أهل يحرسونها ويحمونها من قوات الاحتلال الأمريكي ومن ثم الاحتلال الإيراني والعفاريت الجديدة التي خرجت للتو من القمقم لهذه الأرض عدد من مليشيات القوى السياسية التي تخرج يومياً تهدد وتتوعد على شاشات التلفزة الطائفية إخوانهم وأبناء جلدتهم العراقيين بقتلهم ونحرهم واعتقالهم وتهجيرهم واجتثاثهم واختطافهم باسم الديمقراطية والدستور الجديد وباسم دينهم السياسي الجديد , رافعين شعاراً جديد وحديث لأبناء هذه المدينة يجب إن تغادروها ولكنهم نسوا أن في العاصمة الجريحة السلام عباقرة كثر وشجعان كثر وحكماء كثر , لكن الوقت الآن غير متاح للمبارزات بين أولئك العباقرة والشجعان والحكماء بل هو وقت أيجاد المخارج للناس قبل أن تحترق هذه المدينة العظيمة بكاملها , لكن السؤال هنا يطرح نفسه أمام الأصحاب والأحباب من يمثل حكومتنا العراقية الرشيدة وأعضاء مجلس النواب كافة ماذا فعلتم لهذه المدينة التي ظلت شوارعها تصرخ . أبنيتها تهاوت وتهدمت أزقة لونتها الشعارات الطائفية ومآذن ومعابد أتعبها الرصاص يكاد الداخل إلى مدينة العروبة يشعر بالرعب التام ويكون دخوله أشبه بالدخول إلى مدن تحاصرها جيوش الغزاة , ومساعديهم من كل الجهات والخروج من المدينة يتطلب سيراً على الإقدام والدخول إليها يدخلك في دوامات التفتيش والأسلحة والاستفزاز قبل أن تتعرض سيارتك إلى فحص دقيق وسلب محتويات جيوبك أو اعتقالك هذا هو حال مدينة السلام اليوم .
عادت أليها اليوم ومن جديد الاغتيالات لكن بكواتم الصوت مثل ما حدث في السيدية وباقي مدن العاصمة بغداد عاصمة الرشيد وتفجير السيارات والاعتقالات لكلا الجنسين , يا أبناء العالم كافة تلك المدينة كانت غافية على حلم دجلة لكن حالها تحول إلى كابوس أطبقت من خلاله قوات الاحتلال الإيراني على جميع مفاصلها الحيوية وشرايينها التي تؤدي إلى استمرار الحياة فيها .فهي تعيش في حصار جديد لم تألفه كتب المصطلحات السياسية والعسكرية وهذا حال لسان أبنائها الطيبين , على من تقع مسؤولية هذا التدمير المبرمج وفقدان الحياة المدنية العامة فيها وتهجير أهلها المساكين والتي كانت عقدة المواصلات المهمة في الشرق الأوسط وكانت تسمى و مازالت (مدينة السلام) أهلها يتهمون اليوم القوات الإيرانية باصطناع هذا الوضع للحيلولة دون استمرار الحياة فيها أو الخروج منها و أغلقته أبوابها إمام الجميع وتبقى الأسئلة بلا أجوبة واضحة برغم الحملات الأمنية الاستعراضية من قبل قوات الجيش والشرطة , فمن المسؤول يا ترى؟ ولماذا وها هي بغداد اليوم رجع فيها الأشرار من يمثلون الأحزاب السياسية بعثروا كل جهد يؤدي إلى الإصلاح في هذا البلد؟. بغداد مدينة المعابد الدينية تحول رخام جوامعها إلى أناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميرا وقلوبا توشحت بها أرصفتها المتكسرة. انظر ها هم أهلها تعاد إليهم المعارك من جديد لتنتحر من جديد خوفا من الموت بعد أن وضعت الحرب أوزارها في هذه المدينة الباسلة المجاهدة الخالدة , أعود مرة أخرى إلى مدينة الجمال بغداد الحبيبة وأعلن في هذه اللحظات وقريبا من أفق يحمل ألينا دجلة خير العراق وشمس أمنياتنا بعيدا عن حزن مدفون وانين السدود ومنارات الدعاء المخضب بصلواتنا ، دعاء متبسما بعشق العراق وأهل العراق اعذروني فانا مغرم بالذين وهبوا قلوبهم حبا وزرعوا أنفسهم حصادا للطيبين من اجل هذا البلد , أيها الوطن الكبير الجميل العزيز اقترب مني فانا محتاج إليك جدا في هذه الأيام. دثرني يا نخل العراق احملني إلى ضفاف دجلة الخالد ثم إلى الفرات إلى البصرة والى بغداد وكربلاء المقدسة. أوصلني إلى كركوك الغالية و النجف الاشرف وديالى والعمارة والرمادي ودهوك والناصريه واربيل والحلة , هل أبدو بعيداً عنها أم قريبا من ساحل فارغ يقع على شاطئ دجلة العجيب أنها ساعات النهار الأخيرة , تودع الشمس أبناء مدينة السلام (بغداد الحبيبة) يوما آخر اسمه يسبح به الناس لله العلي القدير يبدأ بعبير وتلاوات المسبحين نحو جهة الغروب فإذا بجموع الناس ترفع الأذرع إلي الباري عز وجل وتنقل رائحة السلام والأمان إلى أبناء هذه المدينة حيث بدأت مئات المآذن تدعو الناس إلى صلاة العشاء , سرت في شارع طويل بعد الصلاة يكاد يفرغ تماماً من الناس بينما كانت الإعداد من السيارات المسرعة تذهب إلى حيث لا ادري خوفا من المجهول , وفي اللحظة نفسها لا ادري لماذا تذكرت ذلك السؤال لو أحصينا عدد المآذن والمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد الدينية في بغداد لفاتنا الكثير لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق أحواض جميع المعابد الدينية ولجميع طوائف هذه المدينة وأهل بغداد يتمسكون بالتقاليد العربية والإسلامية والديانات الأخرى التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتى ينصهر الغرباء بينهم , لكن مع الأسف لا ادري ما حل بهذه المدينة التي لها حضارة انتثرت شواخصها في كل بقاع العالم تحكي قصة شعب عريق مبدع متسلح بالعلم كان ولا يزال يثير في النفس اعتزازا ومباهاة واعتلاء لناصية الفخر عبر ما تحقق لها ضمن مسيرتها الطويلة الحافلة بالعطاء حتى وصفها احد المؤرخين بأنها قطعة من التاريخ والحضارة والإنسانية . ولله .. الآمر