كعادتها راهنت الرياض على حصان خاسر، بعد محاولتها تضييق الخناق على جارتها قطر التي ترتبط معها بروابط عدة وقد لا يكون أقلها الارتباط بالدم مستخدمة كل الوسائل المتاحة والتي تتنافى مع التقاليد والاعراف العربية والإسلامية المتمثلة بالإخوة والجيرة وتمتين العلاقات الإجتماعية بين بلدان (العرب والمسلمين) لتظهر هي بمظهر الحمل الوديع ” الذي يتباكى على الإسلام والعروبة فقد اشتكت الرياض العالم من الدوحة كون الأخيرة تدعم الإرهاب فيما ترد الدوحة” ان الجميع يعلم ان من اتهمها هومن يقود أكبر مؤسسة لإصدار فتاوى الإرهاب في العالم. !؟ وهذا بطبيعة الحال يتناغم مع تصنيف ” واشنطن لها عندما وضعتها ضمن قانون جاستا لمكافحة الإرهاب.
المضحك المبكي أن النتائج جاءت مخالفة لأهواء الرياض فلم تتأثر الدوحة ولم تعلن عودتها إلى بيت الطاعة الخليجي، لا بل انها ازدادت ثباتا وإصرارا على حتمية الموجهة مع الرياض وقد تكون صائبة أو مخطئة هذا الأمر يعود لهم؟ لقد فشلت سياسة الحصار المطبق جوا وبحرا وبرا الذي أعدته الرياض مستخدمة مكانتها القدسية عند المسلمين بصورة عامة والعرب خاصة وتمكنها من تحقيق شبة اجماع على ضرورة عزل قطر ولكن كل هذه المحاولات لم تأت اؤكلها. وجاءت بنتائج عكسية واقلها في الوقت الحاضر، خاصة بعد التطورات التي يشهدها أصدقاء الرياض والمتمثلة بالتراشق الاعلامي بين واشنطن وطهران وملف سعد الحريري وحزب الله وفشل حلفاء الرياض من تحقيق نصر يذكر في سوريا والتصعيد الخطير في حرب اليمن، الامر الذي اضعف الرياض كثيرا امام قطر وان حدث صدام فإن على الرياض دفع الفاتورة.
أن محاولة عزل القطر وابعادها عن التقارب مع طهران قدر المستطاع فشل فشلا ذريعا بل شهدت علاقتهما مزيدا من التقارب والتفاهم وأصبح هذا الشرط لا قيمه له عند الدوحة لا بل اصبح مفتاحا لتقارب عراقي مع الدوحة بعد أن ظن كل الظن أنهما لا يلتقيان!! وهذا ما أفضى إلى إعادة رسمية للعلاقات الدبلوماسية بين بغداد والدوحة فمن المتوقع أن تكون هذه العلاقة ذات قيمة، وتستطيع من خلالها الدوحة الخروج منتصرة بضمان عودة علاقاتها مع بغداد لأن هذه العودة تعني الشيء الكثير لدى الطرفين وهذا سيفتح آفاق علاقات جديدة ستؤدي إلى خروج الدوحة من العباءة الأمريكية إلى فضاء أوسع مع روسيا ودول اخرى ماكانت تصلها سابقا. وقد تكون لاعبا من ضمن لعبة المحاور التي يجري الحديث عنها بشكل سري وعلني، وان كان العراق حكومة وشعبا يرفض الذهاب إلى المحاور وما سينتج عنها.
فمن المعلوم أن دول العالم تبحث عن مصالحها وان المواقف تتغير وفقا لهذه مصالحها الاقتصادية لأنها العصا التي تحرك جميع الملفات وهذا أمر طبيعي جدا وقد يكون ذلك أيضا مفتاحا لخروج الدوحة منتصرة أن اتقنت اللعبة جيدا وضبطت إيقاع اللاعبين وفق ما خطط لة أن ما يعنينا هو أن يكون العراق محافظا على علاقاته مع الجميع فنحن ضمن الجغرافية والتاريخ عرب نعتنق ديننا واحدا ونحج بيتا واحد ونحتكم الى كتاب واحد وان اختلفنا في طرق العبادة ،إلا أن القبلة هي واحدة، أننا نحترم هذه الرابطة ونضحي لأجلها وقد دفعنا ثمنها باهظا من خلال هذا الموقف، واليوم قد تم طي صفحة الماضي بكل ماتحملة من مآس لأننا لابد أن نسير حتى نلحق بركب الآخرين. وكفانا حرب إنابة خسرنا شبابنا ومستقبلنا في ذلك