وأفاعٍ غريبة وتماسيح ، حتى تفاجئنا يوم أمس الأول ، بكم هائل من الحشرات القافزة تغزو منازلنا ، حتى أعلنت (السومرية نيوز) ، أن بغداد تشهد هجوما للجراد ، تبين لاحقا ، انها نوع من (صراصر الحقل) القافزة !، هذا ما كان ينقصنا ، ولولا الجفاف ، لهاجمتنا الضفادع ، ومن يدري لعل وباء (القمّل) في الطريق ! ،بعد ان سُفكت دمائنا مجانا !،
وبذلك نلاقي نفس عقوبة آل فرعون ! .يقع العراق في أسفل قوائم الدول في كل ما هو سيء وسلبي أقتصاديا وسياسيا وأجتماعيا وبيئيا ، لكن تقرير اليوم يؤكد ان أكثر 10 مناطق حَرّا في العالم عراقية ، أخيرا حصلنا على رقم قياسي عالمي مرتفع لأول مرة !، بعد أن زادت درجات الحرارة عن 50 درجة في عموم العراق ، وكأن الله أراد أن يسومنا سوء عذاب الحريق في الدنيا قبل الآخرة ! وكل ذلك يترافق مع أردأ الخدمات وأسوأ تجهيز للطاقة !.مفارقة كبيرة تجعلنا نتسائل ، لماذا (بصمة جحيم الأنواء الجوية ) هذه تشمل خارطة العراق فقط وحصرا ، وكل العواصم والمدن المحيطة بنا اقل منا بكثير منها دول الخليج الصحراوية ، وفي الوقت الذي كانت فيه درجة الحرارة في بغداد 52 درجة ، كانت درجة الحرارة في عمّان 30 درجة ، وبغداد تقع معها على نفس خط العرض ! .أحد هذه الأسباب يكمن في تجفيف الاهوار ، ذلك المسطح المائي الكبير ، والقضاء على بيئة فريدة من نوعها عالميا من قبل النظام المقبور ، وبدلا من انعاشها منذ عام 2003 ، أصابها الأهمال ، في الوقت الذي كانت فيه بحاجة ملحة الى جهود دبلوماسية محمومة للضغط على دول الجوار (تركيا وأيران) الشريكة في هذه المأساة ، ولكن أنّى لنا ذلك ! ، وذلك للحفاظ على حصة البلد من هذه المياه ، كذلك عدم جدية وزارة الزراعة ووزارة البيئة والوزارات المعنية الأخرى ، في منع التصحّر ، وأقامة الأحزمة الخضراء ، وتشجير المناطق الصحراوية ، لما لها من دور حاسم في تلطيف الجو ، والتقليل من الغبار والتلوث ، بل على العكس ، شهدتُ انقراض بساتين شاسعة بأكملها داخل بغداد ، وموت الالاف من أشجار النخيل بصورة متعمّدة لغاية في نفس السياسيين وكأنهم الأرضة ، فكيف الحال ببقية المحافظات !.أحد خبراء البيئة ذكر من أن التأثير السلبي للبيئة لا يظهر مباشرة بعد تدميرها ، وان تأثير انعاشها لا يؤتي أكُلَه مباشرة الا بعد سنين ،
وكان خيرا أن أدرجت الأهوار على انها من التراث العالمي ، والى حين انتعاش الأهوار ، واتخاذ خطوات جدية وعملية فاعلة من قبل الوزارات المعنية ، تبقى منطقتنا الأشد حرا في العالم .كنت اتسائل مع نفسي ، ما ذنبنا حتى نلاقي نفس مصير آل فرعون ، والله هو اللطيف الخبير العادل ، فتذكرت ، أن لدينا بدل الفرعون فراعنة ، وأن منهم (مَن استخفّ قومه فأطاعوه) ! ، وأن منا من استبدل تاج الفرعون وصولجانه بعمامة !، وأن منا من يدّعي زهد أسلافه ، ليسكن في قصور لم تكن تحلم بها القياصرة والأكاسرة ، وأن منا من يتنقل من عبادة صنم لآخر ، وأن منا مَن (تأخده العزّة بالأثم) في الحق ، وأن منا من (يشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام) ، وأن منا (من يُلدغ من جُحر مئات المرات) ، كثر مَن (يكنزون الذهب والفضة) ، كثر الغشاشون والمدلسون والمنافقون ، هكذا صار البلد مقبرة للمواهب والكفاآت ، فهاجرت العقول ، لتبقى الخاوية منها تقود البلد ، هكذا (حقّ القولُ) على بلادنا ، (فكيفما تكونوا، يولّ عليكم). Majid Al-Khafaji / Electrical & Electronic Engineer
Iraq-Baghdad