7 أبريل، 2024 9:59 ص
Search
Close this search box.

بغداد الحاجة الى جلاد

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق بلد متوحش ومتمرد ومنتهك على الدوام، وناسه تنتظر فرصة للإنتقام، وللحصول على حقوق لن تحصل عليها أبدا، فكل مسؤول هو لص وشيطان ولايملك الحياء، يرغب في تعويض مافات من محرومية إستطالت منذ كان طفلا، وكل ذلك يعود سببه الى نوع الحكم تاريخيا فلم يتسن لهذا البلد أن حكمه دكتاتور عادل ومتزن، وعبر تاريخه كان حكامه مجانين طائفيين متعصبين منحرفين، لايمتلكون الرغبة في توفير فرص الحياة الكريمة لرعيتهم المظلومة، فنتج عن ذلك شعب مختل يريد المغانم والمكاسب، ولايأمن جانبه، ولايستسلم إلا لجلاد.
     شعب لايمكن أن يحكم عن طريق الإنتخابات، ولاعن طريق التعددية، ولاعن طريق الإنتخابات المباشرة، ولاعن طريق النظام الرئاسي، أو البرلماني,, الطريقة الوحيدة لحكم العراق هي الدكتاتورية.. السبب يعود لطبيعة الشعب العراقي فهو لايقبل بأحد، ويتمرد على كل أحد، ولو جئنا بمليون وزير، ونوعنا في الإختيار لرفض العراقيون، ولقالوا: هذا لايصلح، هذا بعثي، هذا إبن قوادة، هذا صفوي، هذا سني متطرف، هذا شيعي متطرف، هذا كردي خائن، هذا حرامي، هذا جنسيته بريطانية، هذا كان بقالا، هذا كان يبيع سبحا في تايوان، هذا قاتل، هذا حرامي.. هذا كان كان راعيا للأغنام، وهذا كان تاجرا يتهرب من دفع الضرائب وووووووووووووو..الوحيد الذي يحكم العراق هو سلطة الرعب والخوف حيث يجتمع الخائفون على سلطة واحدة فيهتفون، بالروح بالدم نفديك ياردام..
     يؤسفني سادتي الكرام أن أشرح وجهة نظري بطريقة قد تكون مملة لكنها حقيقية، فالأحداث المتوالية التي عاشتها البلاد عبر تاريخها الطويل تثبت أن أي حاكم يتولى شؤون الدولة العراقية، وسواء كانت إمبراطورية حمورابية، أو نبوخذنصرية، أو ملكية، أو جمهورية لايتمكن من إدارة شؤون تلك الدولة إلا بالقمع والرهبة. طبعا هذا لايعني أن يقوم بضرب الأخيار والصالحين ولعل هذه واحدة من أسباب الخراب التي تتمثل في أن يقوم الحاكم بقمع الصالحين ومنعهم من المشاركة في الإدارة، ثم يمنع الحقوق عن الأقليات الدينية والعرقية كما فعلت أنظمة عديدة حكمت العراق وورطتنا بمأساة لاتكاد تنتهي حتى تبدأ مثيلتها، بينما يتيح للأشرار والموتورين والساقطين أن يدخلوا في أجهزة الدولة وخاصة القمعية منها، فيمارسوا الفساد والرشى والنهب والتعذيب والتنكيل بالناس دون وجه حق حتى أصبحت مظاهر الفساد مثل غيوم تتراكم فتهطل مطرا يغرق كل شئ، أو لعلها مثل رمال صحراء تتقدم رويدا لتطمر معالم الحياة من شجر وحجر وبيوت وشوارع وأنهار.
     الحل في وجود حاكم دكتاتوري لكنه لايقدم أحدا على أحد، ويمنح الجميع حقوقهم، أو لنقل القدر الممكن منها، ولعلنا نتمنى في العراق أن يكون نظامنا شبيها بالنظام التركي، أو الجزائري، أو الإيراني، وحتى الخليجي الذي يحكم من أسر تتنعم بكل شئ، لكنها لايبدو عليها أنها تحرم الناس من القدر الممكن من الحقوق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب