23 ديسمبر، 2024 11:01 ص

بغداد الجديدة

بغداد الجديدة

ولمَ لا؟ بناء بغداد جديدة تليق ببني آدم ليس امرٌ صعبا في بلد ٍ ميزانيته تجاوزت 132مليار دولار سنويا ً، بغداد الحالية تحولت إلى لوحة تشكيلة لرسام شرع توا في الفن التشكيلي، كل شيء فيها عشوائي يبتعد عن التنظيم و حتى المشاريع التي تصنف على أنها تنموية تمشي مثل السلحفاة خذوا مثالاً على هذا القول مشروع قناة الجيش الذي كان يفترض أن ينجز في 2010 مايزال حتى الان في مراحلة بدائية غير متقدمة واذا لم تقتنعوا بهذا المثال قد يقنعكم جسر باب المعظم فعمر ولادته دخل السابعة ولم يتنفس الانجاز غير ذلك مئات المشاريع المتوقفة او شبه المتوقفة.
قد يستغرب السيد امين بغداد ومعاونيه طرح فكرة انشاء بغداد جديدة عاصمة فيها كل مقومات العيش الطبيعي،لكن ياسيدي الامين الخيبة وحدها من جعلتنا نفكر ببغداد أخرى فيها بنى تحتية ومدارس لاتشبه السجون وجامعات وواسعة ومفتوحة و جسور فيها بصمات فينة ومجسرات لاتشبه ممرات التصنيع العسكري وشوارع لاتعشق الجدران الكونكريتية تنتشر فيها الاضاءة وهواتف عمومية واسواق نظامية وانفاق طويلة بلا مطبات ومدن لاتفيض في أول زخات المطر وقطارات ليست صينية واعلانات نظامية وعمارات سكنية نظامية ومصانع تحفظ هيبة البيئة ولاتلوث النهر ومساحات خضراء واماكن سياحية.

ليس الامر في غاية التعقيد ولا من ضروب الخيال أنه يتطلب أن نتناسى العقلية التقليدية في التعامل مع مشاريع البناء والاعمار وتطليق البيروقراطية الادارية والتفكير ولو لمرة واحدة في انجاز شيء مهم نفتخر به امام الاجيال القادمة.

بغداد الحالية اشبه بعجوز قرطاء لاتنفع معها كل عمليات التجميل وستبقى على هذه الصورة من الخراب والعبثية مادام من يُدير شأنها يعجبه حالها ومشغول في المشاكسات الاعلامية .

حلم بغداد الجديد يتطلب وعياً حكوميا ً ويقينا معرفيا أن بغداد الحالية بشكلها الان لاتصلح أن تكون عاصمة العراق ولا مفر من انشاء مدينة بغداد الجديدة التي لايذهب إليها من عنده مال أو جاه أو سلطة مالم يتحصن بعقلية البناء والحضارة .

لا بأس أن نستغرق في الحلم ونقول أن بغداد الجديدة يفترض أن يديرها رسام أو مصمم معروف يجيد التعامل مع الالوان ولديه رؤية تخطيطة ومستقبلية يطلق المشاريع الترقيعية ولايشترط فيه الولاء الحزبي أو المذهبي وفي بغدادنا الجديدة لانريد مؤسسات تثقلها في صراعتها الشخصية لاأمانة ولامجلس محافظة ولا محافظ، بغداد الجديدة كل شيء فيها الالكتروني وكل شيء فيها جديد حتى عقلية المواطنين الراغبين في الهجرة من بغداد الحالية إلى بغداد الجديدة ، وقتها نقول صدق من قال : دبي زرق ورق !