20 أبريل، 2024 12:32 ص
Search
Close this search box.

بغداد الازل بين الجد والهزل ويوسف العاني

Facebook
Twitter
LinkedIn

كيف اسدل الستار على نسيان الماضي الجميل وجمال بغداد ساطع مثل شمسها في كل الفصول ,كانت فصول وقصص الحب في بغداد كبيرة ولذيذة مازلت أذكر شارع الاميرات ومازال جبرا ابراهيم جبرا خالدآ ,وكم أتوق واحب الفلاش باك والرجوع الى مناطق فاتنة في بغداد وتضاريس الخضرة والماء وعيون المها مابين الرصافة والكرخ
والفرح الانساني. كلما احتسي القهوة في مقاهي ستوكهولم تنهال وتنهمر كل الصور والذكريات في شارع الرشيد ومقهى البرازيلية ورائحة القهوة اشعر بنوع من السعادة اصبحنا دويتوغريب لانستطيع الغناء إلا معآ وحديثنا يكون عن الاسفار والثقافة والمسرح وسينمات بغداد التي كانت ملاذآ أمنآ يقينا حر الصيف ونسمات تموز القائضة كأعماق الجحيم الملتهبة .وفلم
ديرسو أوزالا ..حينما أشاهد أي مسرحية سويدية في السويد أعيش مع رائحة اللوز وعطر الياسمين وصوت فيروز من زمان أنا وشادي سنين حلوة ومرة ولااستطيع أن أخفي السنوات وراء ظهري ، بغداد وسنوات الحب المثيرة أشتهي سعير نارها الصيفي ورذاذ مطرها الشتوي بغداد السبعينات … وليس بغداد صفارات الانذار والدمار والخراب والحروب وحضن الموت في سنوات الجمر لم تكن بغداد كما بغداد اليوم جدرانها كالحة . وكنت اعشق واحترم الصداقة والحرية وحركة التجديد في المسرح والسينما كانت مصنع أحلامنا في التغيير والقضية وبغداد تستقبل بهية فلم العصفور الفنانة محسنة توفيق تنتقل مثل فراشة ورحيق الورد يرافقها الفنان يوسف العاني ويستقبلها جمهور راقي ومتعطش ومتلهف لرؤية وسماع لغة الايديولوجيات والنوايا الوطنية وحديث عن سينما الوعي والهوية .. فلم العصفور ليوسف شاهين

ثمة ثلاثية يمكن أن تسمى ثلاثية النكسة تساءل فيها شاهين عن ذاته وعصره حول
لماذا حدثت ؟ كيف حدثت ؟ و حول إنفصام المثقفين، و أزمة السلطة ، الفساد و البيروقراطية و الشروخ الاجتماعية و ذلك في أفلامه تباعا (الاختيار-1971) و (العصفور-1973) وعودة الابن الضال سنة ١٩76
كانت بغداد في السبعينيات بكل حاراتها وشوارعها وأزقتها حبيبة الجميع وحب بغداد لاتحدده جغرافية اوعرف او دين او طائفة أو عشيرة كان حب بغداد جمر شديد الاشتعال وكنا نشعر بحميمية الاماكن والاحساس بحميمية العلاقة وكانت بغداد أميرة سهول قلبي وكنا … نعانق شوارعها وتبقى عذوبة الاماكن وحب بغداد عبادة مثلما كانت صالات السينما تعرض فلم أديث بياف وحبها لشوارع باريس وعشقها لنهر السين كنا نعشق ونغرم بليالي دجلة

قال عنها جان كوكتو ” إن صوت ايديت أشبه بعاصفة من العقيق “

وتقول ايديت ” سيقال عني الكثير حين أغادر هذا العالم , لكن لا أحد سيعرف أيّ انسان كنت
و لست نادمة على شيء”. كانت بغداد في ذلك الزمن الجميل ممشوقة وفارعة الطول يفوح منها رائحة عطر الورد والياسمبن وعطر الشانيل الفرنسي وجمال وجه كاترين دينوف والوجه الوسيم الممثل الن ديلون وانوار بغداد الجميلة وشوارعها النظيفة واهلها الرائعين والمسالمين وصالات السينما واعلاناتها الجميلة وصباحات بغداد وخيوط شمسها وهي تدفئ ناسها وبساتينها وصوت المذيعة الرقيق وهي تعلن صباح الخير ياعراق وأغاني فيروز حبيتك في الصيف في الشتاء بغداد كانت واحة العشاق و فلم “ساحمي ولدي”
يقوم بالدور الان ديلون وهو تاجر ثري له شركات عديدة. ان ابن الان ديلون واثناء تعاطيه المخدرات يقتل شرطيا فيضطر الان ديلون الى تهريب ابنه خارج الحدود الفرنسية تلافيا لاعتقاله، ونتيجة لذلك يخسر كل امواله. وفي لقطة سينمائية مؤثرة يُرفع اسم الاب من على مباني شركاته” افلاس” نتيجة لحماية الابن . في السبعينيات شاهدت في سينما الشعب فلم تحت عنوان – الحرية هذه الكلمة الحلوة – في سبعينيات القرن الماضي عرض في بغداد فلم “الفراشه”، تمثيل داستن هوفمان، ستيف ماكوين، وإخراج Franklin J. Schaffner… ولمدة أشهر على ما أتذكر. الله يعينك وأنت ترى أيها المثقف والانسان العراقي الأساءة لتراثنا الفني وصروحها أمامك “واغلاق دور العرض السينمائي .بغداد في ذلك الزمان كانت عذراء مكتنزة بالحب والثقافة والجمال شبيبة مثقفة متعطشة لكل إصدار أو كتاب ثقافي، صالات السينما وتحفة الأفلام التقدمية العالمية ومهرجان يوم المسرح العالمي في شهر العطاء والخير آذار الخالد فرق مسرحية رائعة في قلب ورئة بغداد اتحاد الأدباء يغص بالمثقفين والندوات الثقافية والأدبية عشاق طقوس وقدسية الحب والغزل العذري العراقي من كورنيش الأعظمية إلى ليالي السمر في شارع أبو نؤاس يترحم كل عراقي على تلك الأيام كانت سنين ربيع الحب رغم بعض مايعتريها من مناغصات وإجحاف

سنة 1973 كنت طالبآ في السنة الاولى في قسم المسرح ـ أكاديمية الفنون الجميلة- وكان الشهر أذار عرفت

نحن المسرحيين عندنا عيد نحتفل به يختلف عن الاعياد الرسمية والاعياد التقلدية إنه يوم الثقافة يعتلي كل المسرحيين في العالم خشبة المسرح المقدسة لتقديم خطابهم الثقافي والانساني بعيد عن خطاب دهاقنة السياسة من الماكرين والخادعين جماعة الشفافية! كانت المسرحية الاولى التي شاهدتها في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع العراقية أنذاك والمسرحية كانت روح اليانورا من إخراج استاذي المبدع جعفر علي كانت بغداد في ذلك الزمان محفلآ رائعآ للثقافة والفكر النير.. وكنت أحلق كالفراشة مابين مسرح الفن الحديث ومسرح اليوم،والمسرح الشعبي ,فرقة العراق المسرحية،وقاعة الرباط،وقاعة الشعب،مصلحة السينما والمسرح،قاعة الخلد،ومسرح معهد الفنون الجميلة، ومسرح اكاديمية الفنون الجميلة.كانت بغداد تتزين بالزهور وبدايات لعصر ذهبي على كل المستويات وخاصة العصر الذهبي للثقافة الحرة , والتي اسس لها عباقرة المسرح العراقي حقي الشبلي،ابراهيم جلال،جعفر علي،جعفر السعدي،بدري حسون فريد،بهنام ميخائيل،سامي عبدالحميد،أسعد عبد الرزاق ,جاسم العبودي ,طارق حسون فريد،قاسم محمد،حميد محمد سعدي يونس وجاسم العبودي . كنا نحلم ونعمل لمستقبل افضل ,وكانت
اجمل هدية استلمتها من اخي الاكبر مني بمناسبة يوم المسرح العالمي هو كتاب نظرية المسرح الملحمي للدكتور جميل نصيف يا لروعة تلك الايام وتلك الهدية. كانت بغداد وشارعها الرشيد والسعدون رئة الثقافة العراقية بصالات السينما الرائعة والباردة في فصل الحر البغدادي القاتل .اما العروض المسرحبة كان المثقفون يزورون بغداد على شكل افواج من المحافظات لزيارة المسرح الفن الحديث ومسرح بغداد ومشاهدة عروضها المسرحية الرائعة ولغرض مشاهدة الفنانة زينب،ناهدة الرماح،يوسف العاني،خليل شوقي،فاضل خليل الخ تحية حب وعشق بعمق مساحة خشبة المسرح المفدسة في مسرح بغداد في السبعينيات للفنان المدهش والرائع والكبير يوسف العاني وفرقة المسرح الفن الحديث وخصوصية التعامل مع الاعمال الادبية والشغل المسرحي بعد انساني لايجيده إلا العشاق ،لأن فنكم نابع من بيئة المجتمع وثقافته ويعبر عنه وفنكم المحترم يواكب العصر ولايتخلف عن الركب نذرتم العمر الطويل ودخلتم قلوب الناس دون إستئدان وكان همكم الكبير هو التغيير وشعاركم ماقيمة الفن إذا لم يناقش قضايا الناس والمجتمع كنتم بحق شمس وقمر العراق؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب