ونحن نعيش فاجعة الكرادة , بل فاجعة العراق بشهداء الكرادة , لا ننسى ان قواتنا الامنية وحشدنا الابطال قصموا ظهر الارهاب في الفلوجة ، وحطموا اسطورة داعش المزيفة التي صنعها الاعلام الكاذب . لقد جن جنون داعش واسيادها من ال سعود وال اردوغان وال حمد في قطر وذيولهم في العراق يوم ارتفع علم العراق خفاقا في سماء الفلوجة ، ويوم اجهزت قواتنا وبضربات ماحقة على بقية قيادات داعش التي خرجت في رتل من العجلات محاولة الهرب عبر الصحراء فابادت من كان في الرتل لتكمل صفحة النصر المبارك .
ان نصرا بحجم ما حصل في الفلوجة لاشك انه اسر الاصدقاء واغاظ الاعداء ، وكان مقدرا للعراقيين ان يحتفلوا هذا العيد باعظم واحلى ما يكون الاحتفال لانه عيد حف بالنصر على اعدائهم ، لكن الافاعي السامة المختبئة في الجحور اطلت برؤوسها وانيابها وبخبرة مخابرات تدربت على تدمير الشعوب فنفثت سمومها في كرادة بغداد ، احترقت الكرادة بخيرة الشباب , ومن معهم من النساء والاطفال ، وتحول عيد العراقيين ، واستحال فرح النصر الى ماتم وحزن ، لكن بغداد لن تهزم ، فقد مر بها طغاة كثيرون ، هدموا مساجدها واحرقوا مكتباتها ، وذبحوا الافا من اهلها بعناوين مختلفة للذبح ، لكنها ظلت مثل اسطورة طائر الفينيق كلما اذاقوه الموت نهض من الرماد مفعما بالحياة .
ان الرد على الافاعي التي احرقت الكرادة , ان لا نغرق في الحزن مع هول المصاب ، وان لاننسى ان قواتنا وحشدنا القوا بالاف الدواعش ومن والاهم في قعر جهنم في معركة الفلوجة ، الرد على سموم الافاعي خصوصا افاعينا في الداخل ان يهب جيشنا وحشدنا الى معركة فاصلة ماحقة في الموصل تنوف في بطولتها على ما حصل في الفلوجة , فنجن كعراقيين نعرف طبيعة عدونا بانها من اخس الطبائع واحقرها ، فهي طبيعة مزيج من حقارة البعث وعفونة الوهابية ، ومن كانت هذه طبيعة عدوه فاليستعد لكل شر ، وكل نذالة تبدوا من عدوه .
لنتجاوز محنتنا ، ولنخفف من حزننا ، ولا ننسى اننا اهل الميدان وابطاله ، عقد لقواتنا وحشدنا لواء النصر ان شاء الله ، قال تعالى ( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ). النساء : 104
نعم نرجوا من الله النصر او الفوز بالجنة مع الشهداء وما النصر الا من عند الله العزيز الحميد .
على ان لا نخفف الضغط على الحكومة والمسؤولين فيها من اجل محاسبة كل فاسد ومقصر ولئيم وحقود في السلطة صار يدا خفية لداعش واسيادها , نعلم ان افاعي داعش كثر في الحكومة وفي مجلس النواب , والا بماذا نفسر تصريحا لنائب يقول فيه ان ما حصل في الكرادة هو رد على ما قام به الحشد الشعبي في الفلوجة , وبماذا نفسر تصريح الاخر الذي اعترض فيه على المطالب الشعبية باعدام الارهابيين الذين حكموا بالاعدام , وما زالوا ينعمون بالحياة في قاعات السجن المبردة ووجبات الغذاء التي لم يحلم ابناؤنا في الحشد الشعبي ان يحصلوا على نصف منها ؟ .
نعم , بغداد معقود بناصيتها النصر كما عقد النصر بنواصي خيل رسول الله (ص) يوم بدر وما بعدها .